أكد نورالدين بلالي، القيادي السابق في البوليساريو، و"سفير" الدولة الوهمية، سابقا بكل من تشاد وليبيا وممثلها في سوريا، أن الوقت حان لإيلاء العناية اللازمة للصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف. وقال بلالي، خلال لقاء نظمته جمعية مولاي عبد السلام للتنمية والتضامن، بتنسيق مع لجنة العمل لدعم الصحراويين اللاجئين في تندوف، بمدينة العرائش، السبت الماضي، "إن العالم أهمل طويلا وضعية الصحراويين في تلك المخيمات، وهم يعانون أشد أنواع الحرمان والظلم والاستبداد، وحان الوقت لنقول كفى لهذه المسرحية، التي تتغذى من حسابات فاشلة وظالمة للنظام الجزائري". وأضاف أن "البوليساريو تتعمد خلق مآس في المخيمات، وتلجأ في اليوم التالي إلى التسول بها في أوروبا والغرب"، وطالب المنشق الصحراوي عن البوليساريو ببناء جسور الثقة بين المغاربة وإخوانهم في المخيمات، من خلال الجمعيات والمنتديات، وقال "إنهم (أي المحتجزون في مخيمات تندوف) في حاجة إلى التفاتتنا وعنايتنا المادية والمعنوية". من جهته، قال محمد الشيخ ولد سيدي مولود، رئيس لجنة العمل لدعم اللاجئين الصحراويين في تندوف، في مداخلته، في اللقاء نفسه، إن "جرائم إنسانية ترتكب في المخيمات، ومرتكبوها يعرفهم العالم، فيما يقع التستر على أفعالهم، التي يمولها النظام الجزائري"، مصنفا أشكال تلك الجرائم في أن بعضها مادي، يتمثل في الاختطاف والاعتقال والتعذيب والحرمان من المساعدات الغذائية والطبية، وبعضها معنوي، ذو طبيعة سياسية، من قبيل القمع والمنع من التعبير عن الرأي ومصادرة الموقف المستقل، وحرمان الصحراويين من التنقل والعمل دون تراخيص مشروطة بالولاء للجبهة وقيادييها. من جهة أخرى، عبرت فعاليات حقوقية محلية عن مساندتها لأي عمل يروم توثيق الصلة بين المجتمع المدني المغربي والمحتجزين في مخيمات تندوف، ودعا المتدخلون، خلال اللقاء، إلى إشراك كل القوى الحية في البلاد، من أحزاب سياسية وجمعيات ونقابات، من أجل بناء جسور الثقة، وخلق تواصل مع الصحراويين في المخيمات، خاصة الشباب الذين ولدوا هناك، ولا يعرفون أي شيء عن المغرب، باستثناء ما تشحنهم به دعاية البوليساريو، التي تصور لهم أن "المغرب بلد عدو، وسكانه همجيون وقطاع طرق"، كما أفاد أحد الصحراويين العائدين إلى أرض الوطن. وأصدر لقاء العرائش لدعم المحتجزين في تندوف بيانا أكد فيه ضرورة خلق تواصل مدني وإعلامي بين الجمعيات المغربية والصحراويين في تندوف، من خلال أنشطة وأعمال إنسانية وثقافية. ودعا البيان إلى تكثيف الجهود بين مختلف القوى الحية في البلاد والتنسيق بينها، من أجل عمل موحد وهادف ينقذ سكان المخيمات ويحررهم من القيود المعنوية والفكرية والمادية، التي تشكل خطرا على حياتهم، منذ ما يربو على 4 عقود. كما دعا البيان إلى ضرورة إشراك المنظمات الإنسانية الأوروبية والغربية في هذا العمل، لكشف جرائم البوليساريو ومن يقف خلفها، ويستفيد من مأساة الصحراويين في معتقلات تندوف.