تناقلت وسائل الإعلام والاتصال المختلفة في بداية الألفية الثالثة، أي منذ سنة 2001 أخبارا عن قرب نهاية العالم بسبب عاصفة شمسية مغناطيسية يتوقع حدوثها مع نهاية العام 2012 وبداية العام 2013. استغل التجار المنتجون لأفلام الخيال العلمي في هوليوود هذه المعلومات عن الدورة الشمسية، بداية العام 2012، لإنتاج أفلام سينمائية توضح أن العالم سيتعرض إلى عاصفة مغناطيسية شمسية تدمر الأرض ومن عليها وتفننوا في الإخراج وطريقة العرض حتى ظن العالم أن يوم القيامة سيكون بالفعل في هذا العام. ولكن ما هي حقيقة العاصفة المغناطيسية الشمسية؟ وهل يتوقع أن تدمر هذه العاصفة كوكب الأرض؟ وما هو تأثيرها على كوكب الأرض والحياة عليها؟ الحقيقة أن الشمس يتوقع أن تمر في دورتها الشمسية بالفعل نهاية العام 2012 وبداية العام 2013، وفقا للدراسات الفلكية الحديثة، ولكن ما هي حقيقة العاصفة الشمسية؟ وهل ستحدد نهاية العالم نهاية العام 2012؟. فعلى الرغم من هدوء الشمس نسبة للنجوم من حيث ثبات لمعانها ومعدل الطاقة الصادرة منها، إلا أنها في الواقع تمر في فترات زمنية محددة تزداد فيها النشاطات المغناطيسية عن الوضع المألوف أو العادي لها، فتظهر مع هذه النشاطات المغناطيسية البقع الشمسية والشواظ الشمسي والعواصف المغناطيسية الشمسية وغيرها. كان أول من درس البقع الشمسية وتابع حركتها بشكل جاد هو البريطاني ريتشارد كارينجتون عام 1863، ولاحظ أن دوران الشمس حول نفسها مختلف من مكان لآخر على سطح الشمس، إذ لاحظ أن البقع الشمسية القريبة من قطبي الشمس تدور بسرعة أبطأ من سرعة دوران البقع الشمسية القريبة من خط الاستواء. وهذا يدل على أن الشمس كرة من الغاز وليست صلبة كما هو حال الكواكب السيارة كما وجد أن البقع الشمسية تظهر، خلال بداية الدورة الشمسية عند خطي عرض 20-30 درجة عند نصفي قرص الشمس الشمالي والجنوبي ثم تهبط هذه البقع في حركتها حتى تصبح قريبة من خط الاستواء، لكن في هذه الحالة يصغر حجم البقع الشمسية ويزداد عددها. إن التفسير الأكثر قبولا في الفلك الحديث هو أن البقع الشمسية أماكن تأثرت بالمجالات المغناطيسية القوية الموجودة في الشمس، والتي تعمل بدورها على منع وصول الطاقة إلى سطح الشمس وإعاقة حركتها لذلك لا تصل الطاقة إلى هذه الأماكن فتقل درجة حرارة مناطق السطح من 5500 درجة مئوية إلى حوالي 4000 درجة مئوية. ونتيجة لهذا الفارق في درجة الحرارة تبدو هذه المناطق قاتمة اللون و هي التي نسميها البقع الشمسية، لكن في حقيقة الأمر أن البقع الشمسية لامعة جدا فلو وضعنا بقعة شمسية وحدها في الفضاء لوجدنا أن لمعانها يفوق لمعان القمر البدر مئات المرات. يمكن الاستدلال على نشاطات الشمس المغناطيسية من خلال عدد البقع الشمسية الظاهرة على سطح الشمس وحجمها وتتسع بعض البقع الشمسية عند ظهورها الضخم لحوالي 12 كرة أرضية دفعة واحدة. ونتيجة للانفجارات النووية في الشمس تنطلق نحو الفضاء رياح شمسية يصل مداها إلى معظم الكواكب السيارة، ولكن تقل كثافتها كلما ابتعدت عن الشمس من خلال المعلومات السريعة عن العاصفة الشمسية والدورة الشمسية وتأثيرها على الكرة الأرضية نرى أن هذه الظاهرة الكونية تتكرر كل حوالي 11 سنة، منذ أن خلق الله الشمس وهي بذلك ظاهرة فلكية كونية طبيعية جدا. فمنذ حوالي 4.5 بلايين عام والشمس تمر كل 11 سنة في نشاط شمسي، ومع ذلك لم تدمر الأرض والكواكب السيارة ولم يتعرض الجنس البشري إلى الفناء ولم تقم القيامة.