يلتئم أكاديميون وباحثون في اللغة مع ممارسين إعلاميين في ندوة كبرى يستضيفها معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، من أجل التأمل في واقع اللغة المتداولة في الإعلام المغربي، واقتراح توصيات تصب في اتجاه الارتقاء بها، بما يخدم ثوابت الهوية ومقتضيات الانفتاح. تعرف الندوة، التي افتتحها اليوم الثلاثاء بالرباط، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ مصطفى الخلفي٬ مشاركة باحثين مختصين في اللغة والإعلام والترجمة، وكذا مهنيين مشتغلين بالصحافة والإعلام السمعي البصري. وينكب المشاركون على تحليل أبعاد الواقع اللغوي في الإعلام المغربي وآفاق الارتقاء به، على ضوء التحولات السياسية والدستورية والثقافية التي يعرفها المغرب. وفي تقديم للقاء، الذي ينظمه فريق اللسانيات الاجتماعية والتخطيط اللغوي بالمعهد٬ قال مدير هذا الأخير٬ محمد الفران٬ إن للإعلام حقه المهني في ابتداع لغته الخاصة، وتفجير الطاقة التعبيرية للغة، لكن دون المساس بأسس النظام اللغوي الضامنة للسلامة اللغوية، منتقدا الخلط بين الإبداعية والفوضى المهددة لهوية اللسان. وسجل الفران بأن اللغة في الإعلام صارت خاضعة لسلطانه٬ تتأثر به بدل أن تؤثر فيه٬ وأحيانا على حساب قواعدها المعيارية، محذرا من خطورة تأثير المادة الإعلامية على النمو اللغوي للناشئة. وتتوزع أشغال الندوة، التي تكتسي طابعا تطبيقيا جليا، على سبع جلسات علمية تتناول "الواقع اللغوي في الإعلام المغربي"٬ "لغات الإعلام المغربي وسؤال الهوية"٬ "لغات الإعلام المغربي والتحديات المهنية"٬ "المظاهر العامة للغة الإعلامية: الإعلام المكتوب والسمعي البصري والالكتروني"٬ "لغات الإعلام المغربي والتحديات المهنية"٬ "تحديات اللغة الإعلامية الجديدة" و"لغة الإعلام والتهيئ اللغوي".