يشهد ترامواي الدارالبيضاء، منذ انطلاقته الفعلية، يوم 12 دجنبر الحالي، إقبالا مكثفا من قبل المواطنين، ولافتا لأنظار المتتبعين (أيس برس) خصوصا أن اكتظاظه تجاوز مستوى طاقته الاستيعابية، بسبب عدم كفاية عدد قاطراته لوفود المقبلين على استعماله، سيما في أوقات الذروة. وعاينت "المغربية"، خلال رحلة من سيدي مومن إلى ساحة الأممالمتحدة، نساء متقدمات في السن بملامح منقبضة، لاضطرارهن إلى الوقوف مسافة طويلة بين محطتي ريجنسي والحي المحمدي، دون أن يكترث لهن شباب ثابتون في أماكنهم وكأن الأمر لا يعنيهم. كما استمعت إلى عدد من البيضاويين، يطالبون بأن يرفع مسؤولو شركة الترامواي من عدد موزعي التذاكر، ومباشرة إصلاح أي عطب فيها بشكل سريع، لأن الوافد على هذه الوسيلة لا يتوفر على نفس طويل لتحمل مشقة الوقوف في الطابور. وتطالب شريحة عريضة من مستعملي "الترام" برفع سرعة الترامواي، المقدرة حاليا ب19 كيلومترا في الساعة، وخفض عدد محطات وقوفه المتقاربة في المسار الواحد، وزيادة أسطول العربات لتقليص تأخر مواعيد الانطلاقة والوصول. يأتي ذلك موازاة مع ارتفاع زمن الرحلات إلى ساعة و15 دقيقة لمسافات قصيرة، منها تلك الفاصلة بين المحطة المقابلة لساحة فندق حياة ريجنسي صوب حي سيدي مومن، في حين تصل المدة إلى ساعتين بين نقطة الانطلاقة من سيدي مومن صوب النهاية في شاطئ عين الذئاب. مقابل ذلك، يبرر بعض مراقبي العمل في الترامواي استمرار الشركة في توجيه أوامرها إلى السائقين بالتزام الحد الأدنى من السرعة أثناء السياقة، بسبب حداثة تشغيل هذه وسيلة النقل هاته، ما يتطلب المزيد من التريث في اتخاذ قرار رفع السرعة، في انتظار استئناس البيضاويين بخصائصها، ووعيهم بضرورة رفع مستوى انتباههم، والحذر من مخاطرها، سيما أن شوارع مدينة الدارالبيضاء تشهد اكتظاظا بالسيارات والدراجات العادية والنارية. ومن حسنات الترامواي أنه يتيح للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين حرية التنقل وتجاوز معيقات الولوجيات، بما يوفره فضاؤه من حيز مخصص لوقوف العربات والكراسي المتحركة، ما أضحى يشجع عائلات لأخذ ذويها العجزة في فسحة إلى حديقة أو منتزه أو حتى لزيارة قريب، والأمر نفسه بالنسبة إلى النساء المصحوبات برضع في عربات الأطفال المدفوعة. تشهد عربات الترامواي ازدحاما ملحوظا خلال نهاية الأسبوع، بفعل ارتفاع طلب سكان الضواحي على زيارة الشريط الساحلي للعاصمة الاقتصادية، سيما شاطئ عين الذئاب، إذ كان يتعذر عليهم بلوغه بسعر 6 دراهم، ما يفيد حسنة هذه الوسيلة في تسهيل الولوج إلى الفضاءات العمومية، وتيسير التنقل على جميع الفئات، ونحو مختلف الوجهات.