استنفرت حوادث تسممات التلاميذ، التي وقعت في الآونة الأخيرة في بعض الداخليات والمطاعم المدرسية بعدد من الجهات، وزارة التربية الوطنية، التي سارعت إلى التدخل لاتخاذ تدابير احترازية لتحسين ظروف التغذية بهذه المرافق. ودعت الوزارة المسؤولين الجهويين والإقليميين إلى اتخاذ كافة التدابير الاحترازية والوقائية لتفادي تعرض صحة تلميذات وتلاميذ بعض الداخليات أو المطاعم المدرسية إلى الخطر، بفعل حالات تسمم، جراء تناولهم المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك. وقال أحمد فال مركزي، مدير الدعم الاجتماعي بوزارة التربية الوطنية، إن التدابير تنص على احترام الشروط الوقائية لتخزين المواد الغذائية، وتحسين ظروف التغذية بالداخليات والمطاعم المدرسية. وأضاف فال، في تصريح ل "المغربية"، أن هذه التدابير ضمنت في بلاغ موجه من قبل الوزير إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونواب الوزارة، وتشدد على التأكد من جودة وسلامة المواد الغذائية المقدمة إلى المطاعم المدرسية والداخليات، وفقا لدفاتر التحملات المتعلقة بها، وعدم تسلم أي مواد غذائية تخالف مواصفات الجودة المطلوبة، وإلزام المزودين بتغييرها أو تعويضها. وأوضح أن التدابير تنص، كذلك، على الحرص على تحسين ظروف تخزين المواد الغذائية، وحفظها في أماكن تتوفر فيها شروط السلامة، ووضع تقديرات موضوعية للحاجيات تتناسب وأعداد التلميذات والتلاميذ المستفيدين، لتفادي تخزين مواد غذائية أكثر من الاحتياجات المتوقعة، وعدم اللجوء إلى الاحتفاظ بالمواد الغذائية مدة طويلة، حتى لا تكون عرضة للضياع والتلف، خاصة خلال الدورة الأخيرة من السنة الدراسية. وذكر مدير الدعم الاجتماعي بوزارة التربية الوطنية أن التدابير تشدد على ضرورة مراقبة رئيس المؤسسة للخزين بشكل منتظم، وتتبعه العمليات الخاصة بالاستهلاكات اليومية، مع العمل على الإتلاف الفوري لكل مادة غذائية تحوم حولها شكوك متعلقة بالسلامة، بعد تشكيل لجنة لهذا الغرض، إضافة إلى تفعيل وتكثيف مراقبة مفتشي المصالح المادية والمالية بالنيابات الإقليمية، والتنسيق مع المصالح المكلفة بالمراقبة التابعة لوزارات الصحة والداخلية والفلاحة، لإجراء زيارات منتظمة للأقسام الداخلية والمطاعم المدرسية. ومن بين التدابير الأخرى المنصوص عليها، توفير شروط النظافة بالمطابخ وفضاءات الداخليات والمطاعم المدرسية، إضافة إلى توفير العدد اللازم من أعوان النظافة والطبخ، وإخضاع جميع العاملين بالداخليات والمطاعم المدرسية إلى فحوصات طبية منتظمة، وتعميم الوزارات على كافة العاملين داخل المطاعم المدرسية. وأبرز المسؤول ذاته أن هذه الإجراءات منصوص عليها ومعمول بها سابقا، مشيرا إلى أن الوزارة ارتأت تذكير المسؤولين الجهويين والإقليميين بها، تفاديا لتعرض صحة التلاميذ إلى الخطر. وسجلت في الآونة الأخيرة حوادث تسمم لتلاميذ في داخليات المطاعم المدرسية، منها تعرض حوالي 32 تلميذة بداخلية الثانوية التأهيلية زينب النفزاوية في طنجة لتسمم غذائي بعد تناولهن وجبة عشاء من مواد غذائية معلبة، يشتبه في أنها منتهية الصلاحية. وكانت وزارة التربية الوطنية أعفت خلال الموسم الدراسي 2009/ 2010، النائب الإقليمي بنيابة مكناس من مهامه، إضافة إلى مسؤولين آخرين، ووجهت إنذارات لبعض الموظفين، على إثر تحريات لجنة مركزية أوفدتها الوزارة للبحث والتقصي في تسمم 61 تلميذا ومعلمين وحارس أمن، بداخلية الثانوية الإعدادي الزهراوي، بسبب تناولهم وجبة دجاج "فاسدة".