أفاد حسن الشريفي، المدير الجهوي للصحة بجهة مكناس، في تصريح ل"المغربية"، أن مصالح وزارة الصحة تنتظر نتائج التحاليل المجراة على عينة من قيئ وبراز التلاميذ الذين تعرضوا لحالة تسمم غذائي، إثر تناولهم وجبات غذائية معلبة، في مطعم مدرسة "تيفريت" التابعة لقيادة لقصير بإقليم الحاجب، أول أمس الثلاثاء. وذكر أنه من المرتقب التوصل بنتائج التحاليل، خلال يومين، لتحديد مصدر التسمم وأسبابه، بعد إحالة عينات من المواد الغذائية على المراقبة لمعاينتها وتحليلها وتحديد مدة صلاحيتها. وأكد المسؤول الطبي أنه جرى نقل 119 تلميذا، كانوا يحملون أعراضا متنوعة للإصابة بتسمم غذائي، إلى مستشفى الأمير مولاي الحسن في الحاجب، حيث قدم الفريق الطبي والممرضون الإسعافات والتدخلات الطبية اللازمة لحالتهم الصحية، وأن 21 منهم قضوا يوما كاملا تحت المراقبة الطبية، وغادروا مصالح المستشفى، بعد استقرار حالتهم الصحية. وأشار المسؤول الصحي إلى أن الفحوصات الطبية الأولية، التي أجريت على تلاميذ المؤسسة، كشفت عن تناولهم مواد غذائية معلبة، منها حلويات وقطع شوكولاتة ومواد أخرى، في حين لم يتبين تناولهم مواد محضرة في المطبخ مضيفا أن مصالح وزارة الصحة انتقلت إلى المدرسة، حيث أجريت فحوصات طبية على تلاميذ المؤسسة، بعد أن انتابت حالة من الخوف زملاء المصابين، بمن فيهم من لم يحملوا أعراض التسمم. وأوضح الشريفي أن ارتفاع درجة الحرارة قد يكون ساهم في تعرض التلاميذ للتسمم، ودعاهم وباقي المواطنين إلى اتخاذ جميع السبل الوقائية والاحتياطات الصحية، من خلال الحرص على تنظيف الأيدي قبل تناول الوجبات، والتشبث بتناول الأكل الذي تتوفر فيه شروط النظافة لتفادي التعرض لأي تسمم غذائي. من جهته، قال يونس البارودي، مرشد في التغذية المدرسية بنيابة وزارة التربية الوطنية بالحاجب ل"المغربية"، إن نائبة وزارة التربية الوطنية ورئيس المصلحة وعدد من الأطر انتقلوا إلى المؤسسة، وجرى إخبار مصالح الوقاية المدنية ومصالح الدرك الملكي ووزارة الصحة، وبعدها نقل التلاميذ المصابون إلى المستشفى الإقليمي مولاي الحسن لتلقي العلاجات الضرورية. ونفى البارودي إصابة التلاميذ بتسمم نتيجة تناول الطعام بمطعم المؤسسة، مؤكدا أنه جرت معاينة مخزن الأكل، وتبين أن المأكولات، التي قدمت لنحو 160 تلميذا كانت عبارة عن "بسكويت"، و"شكلاط"، و"سمك معلب"، وكلها صالحة للاستهلاك إلى غاية 2013. ويرى البارودي أن الحالة المرضية لا علاقة لها بالتسمم، مشيرا إلى أن مختبر التحليلات الغذائية سيثبت، من خلال تحليل عينات تلك المواد إن كان للأمر علاقة بتسمم أم بحالة مرضية معينة. وأوضح البارودي أن الوجبة نفسها وزعت في العاشرة صباحا في حوالي 196 مطعما بمنطقة الحاجب ولم تظهر أي حالة تسمم، قائلا "لدي قناعة أن الأمر لا يتعلق بحالات تسمم". وحدد مرشد التغذية عدد التلاميذ المصابين في 12 حالة، تلقوا العلاج وغادروا المستشفى، وحالتين تظهر عليهما حالة الغثيان، الأولى تتعلق بتلميذ يعاني مرض القلب. وقال البارودي إن منطقة الحاجب شهدت موجة حرارة مرتفعة، اضطر معها التلاميذ إلى حمل قارورات مياه باردة جدا، وأن أغلبهم التحقوا بالمؤسسة دون إفطار.