أفادت مصادر "المغربية"، أن أزيد من 200 أسرة (قرابة 1200 فرد) في دوار أغدو، بمنطقة أنفكو، في إقليم ميدلت، يعيشون عزلة خانقة بسبب التساقطات الثلجية الكثيفة، التي وصل علوها إلى متر ونصف المتر. سكان منطقة أغدو يستنجدون لفك الحصار عنهم (ت: خاص) وذكرت المصادر أن السكان يطالبون المسؤولين بفك الحصار عنهم، قبل أن تتدهور حالتهم، سيما بعد نفاد مؤونتهم وهم يصارعون قساوة الطبيعة، وتعذر عليهم الوصول إلى السوق، بسبب انقطاع المسالك، بما فيها التي تعبرها البغال بسبب انهيار صخور ضخمة على المسرب الذي يستعملونه للعبور نحو أغدو وتونفيت للتسوق، مع مداهمة السيول الجارفة لوادي أغدو لطريق بديل، يمكن أن يوصل إلى تونفيت. وقالت مصادر من سكان المنطقة، ل"المغربية"، إن الوضعية تدعو إلى تدخل عاجل للمسؤولين، أمام تعذر وصول المرضى إلى المستشفى بتونفيت، ووصول التلاميذ إلى مدارسهم، وتوقف التموين بالمواد الغذائية، وصعوبات توفير علف الماشية ووسائل التدفئة. يشار إلى أن وادي أغدو يعد من أخطر الأودية في موسم الشتاء، وهو معروف بسيوله القوية، التي يغذيها ذوبان الثلوج من أعلى القمم الجبلية ويزيدها شراسة. ويقع دوار أغدو بجماعة أنمزي، بإقليم ميدلت، وسط أدغال غابات الأطلس الكبير الشرقي، على بعد 70 كلم عن قيادة تونفيت، وأكثر من 9 كلم عن دوار أنفكو، لا يمكن الوصول إليه بسهولة في سيارة خفيفة، لعدم توفره على مسالك. ويشكل دوار أغدو الدعامة الأساس لسكان قبيلة "آيت اعمر، التي تعيش في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، إذ يعاني سكانها محنة كبيرة للوصول إلى الأسواق المجاورة لقضاء حاجياتهم المعيشية. ويزيد من تعقيد الوضع، اضطرار السكان إلى قطع مسافات طويلة على الأقدام أو الدواب في أجواء محفوفة بالمخاطر، خاصة أثناء فصل الشتاء، بسبب التساقطات والعواصف الثلجية والفيضانات. وتفتقر المنطقة إلى مسلك، يمكن السكان من قضاء حاجياتهم المعيشية، إذ تظل الدواب وسائل النقل المستعملة. والطريق المؤدية إلى آغدو عبارة عن مسرب ممتد على طول مجاري وادي أنفكو، طوله أكثر من 9 كلم، ويمر هذا الوادي المعروف بفيضاناته المهولة بين جبال صخرية يصل علوها إلى أكثر من ألفي متر. وتقرر، منذ ثلاث سنوات، شق طريق وسط جبال صخرية ومجاري مياه كثيرة، وغابات تضاريسها معقدة، وهو المشروع الذي يوجد حاليا في بداياته، ويطالب السكان المحليون بالنهوض بالمنطقة، على غرار ما حظيت به أنفكو من مشاريع مهمة، خصوصا بناء الطريق بين أنفكو وتونفيت، التي أخرجت أنفكو من عزلته، بينما بقي دوار أغدو مهمشا.