شد سكان دوار أغدو التابع لجماعة أنمزي بإقليم خنيفرة الرحال، مساء أول أمس، نحو الجبال عوض التوجه إلى قيادة تونفيت التي دأبوا الاحتجاج أمام مقرها بعد تنظميهم مسيرة على الأقدام قصد المطالبة بفك الحصار عنهم بسبب ظروف عيشهم القاسية، إذ يضطرون إلى عبور الوديان للتبضع في الأسواق، غير أن مجيء التساقطات المطرية والثلجية يجعلهم يتكبدون معاناة كبيرة لعبور الوادي فيكون مصيرهم الحصار لمدة طويلة. وتأتي هذه الرحلة الجديدة من أجل الاحتفال بمعركة «تازيزاوت»، ومعناها بالأمازيغية «الخضراء»، التي قادها سكان المنطقة ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1933، ويقصد السكان مقبرة دفن بها شهداء المعركة فيكون احتفالهم عبارة عن قراءة القرآن بالمقبرة، وترديد أشعار بالأمازيغية مجتمعين تحت شجرة الأرز، عبر تنظيم صفوف للرجال وأخرى للنساء، ويختم سكان أغدو احتفالهم اليوم (الجمعة) بعد أدائهم صلاة الجمعة، حسب ما أكده بعض سكان المنطقة ل«المساء». احتفال سكان دوار أغدو بانتصاراتهم في معركتهم لم ينسهم المشاكل التي تنتظرهم خلال فصل الصيف، إذ من المرتقب أن يناقشوا المرحلة المقبلة من الاحتجاج على السلطات المحلية التي لم تف بوعودها المقدمة للسكان منذ شهر مارس والمتمثلة في ربط الطريق بأنفكو. وأكد عزيز أوعليبوش، رئيس جمعية أغدو للتنمية والثقافة، أن كل الوعود المقدمة لم يتم الوفاء بها بالنسبة لدوار أغدو، الذي يعاني سكانه كثيرا خلال فصل الشتاء كثيرا، موضحا أن السكان يستثمرون فصل الصيف للعمل في حقولهم في الجبال من أجل ادخار محصولهم الزراعي للاستفادة منه في فصل الشتاء. ولا يعتبر ساكنة أغدو فصل الصيف فترة مناسبة للاحتجاج لأن هذه الفترة بالنسبة لهم موسم عمل ينبغي استثماره، وأن الوقت المناسب للاحتجاج هو فصل الشتاء لأنه هو الفصل الذي تزداد فيه المعاناة أكثر. وأشار إلى أن سكان الدوار، الذي يبعد عن أنفكو بحوالي 10 كيلموترات، اعتادوا الاحتفال بانتصاراتهم على المستعمر الفرنسي، لكن ذلك يجعل السكان يتذكرون محنتهم التي تتكرر كل سنة. يذكر أن شهر مارس الماضي عرف احتجاج سكان دوار أغدو الذين يتكبدون المعاناة من أجل الوصول إلى أنفكو، وبفعل التساقطات الثلجية ظلوا محاصرين لمدة خمسة أشهر. وكانت السلطات المحلية قد طلبت منهم فك الاعتصام الذي نظموه أمام قيادة تونفيت ووعدتهم بإنجاز طريق تقليدية تربطهم بأنفكو تمر منها الدواب في انتظار حل شامل للمشكلة، وهو ما وافقوا عليه في تلك الفترة مراعاة لمصلحة أسرهم. وتعذر أخد رأي السلطات المحلية في الموضوع، علما أن رئيس دائرة ميدلت سبق أن أكد ل«المساء» في وقت سابق أنه لا يقدم تصريحات صحافية عبر الهاتف.