تحتضن حاضرة موكادور ما بين 27 و29 دجنبر، الدورة التاسعة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، التي تتميز هذه السنة ببرمجة موسيقية تحتفي بالنساء المغاربيات والمتوسطيات. هذا الموعد السنوي الذي تنظمه جمعية الصويرة موكادور ويحط رحاله بفضاء دار الصويري في إطار حميمي يجمع عشاق مهرجان موسيقي يستمد جذوره من تراث عريق متعدد المشارب، يحتفي هذه السنة بعدد من الفنانات اللائي برعن في أداء ريبرتوارات موسيقية تمتح من التراث الأندلسي المشترك. ويلتقي جمهور هذه الدورة على الخصوص مع الفنانة الجزائرية بهيجة رحال، التي يشهد لها النقاد بخامة صوتية متميزة وخفة الأداء على آلة العود، واصفين إياها ب "فرحة الروح في بهاء الفردوس الأندلسي"، إذ ستقدم أداء مشتركا مع الفنانتين فرانسواز أطلان وبهاء روندا¡ الاسمان الوازنان في سماء التراث الأندلسي الموسيقي، إلى جانب الفنان أمين دبي ومجموعته الموسيقية شباب الأندلس¡ في لقاء مغاربي متعدد المواهب. كما تشارك في هذه الدورة مجموعات موسيقية نسائية تنحدر من كل من تطوانوفاسوالصويرة، لاسترجاع لحظات خالدة من التراث الموسيقي لعبد الصادق شقارة وسليم لهلالي وأجمل صفحات فن الملحون الصويري. وسيتميز حفل افتتاح المهرجان بحفل لأوركسترا عبد الفتاح بنيس القادم من مدينة فاس، فيما يختتم بن عمر الزياني هذه التظاهرة الثقافية التي جعلت من فن المطروز الأندلسي، ذي المشارب الإسلامية واليهودية المشتركة، هوية حقيقية لحاضرة موكادور. هذا الفن سيكون أيضا في قلب حفل المجموعة الموسيقية الوجدية التي يرأسها الفنان أحمد فقير¡ في أداء متميز للفن الغرناطي في أبهى مقطوعاته. كما سيحتفي المهرجان، بفن الفلامنكو بعرض موسيقي فريد من نوعه بين الفنانة الإسبانية بيتينا كاستانيو والفنان الأفغاني حكيم لودين، وآخر لمجموعة "فلامنكا دي فاليريا سورا". وتعد هذه الدورة، التي ستعرف تنظيم ندوات خلال الفترة الصباحية، جمهورها بلقاءات استثنائية مفعمة بقواسم التراث الإنساني من خلال مشاركة فنانين فلسطينيين اختاروا مدينة الصويرة موعدا سنويا للتعبير عن مواهبهم الموسيقية وانخراطهم في روح الصداقة بين الشعوب¡ التي تحمل مدينة الأليزي مشعلها.