كاد تسجيل تدخل مصطفى الحيا، نائب عمدة الدارالبيضاء، محمد ساجد، في الاجتماع الثاني للدورة الاستثنائية لمجلس المدينة، مساء أول أمس الخميس، أن يتحول إلى عراك بالأيدي بين اثنين من المنتخبين، أحدهما من الأصالة والمعاصرة، والثاني من العدالة والتنمية. (أيس برس) فبعد إلقاء عرض لشركة "ليدك" حول التخفيف من حدة الفيضانات وشبكة التطهير، قدمه الحيا أحد أطر شركة ليديك ونوه بإنجازاته، وهو ما اعترض عليه منتخب حزب "البام"، فنزل الحيا من المنصة، وقال إنه سيسجل نقطة نظام بصفته منتخبا وليس رئيسا للجلسة، فحاول المنتخب من "البام" منعه، ما أدى إلى تدخل منتخب آخر من حزب العدالة والتنمية ودفعه بقوة، طالبا منه العودة لمكانه، لتتحول الدورة إلى صراخ وتبادل للاتهامات، وتشابك بالأيدي، قبل أن يتدخل باقي المنتخبين لفض هذا النزاع. وخلال الجلسة الاستثنائية، التي استمرت إلى حدود التاسعة ليلا، أعلن جان باسكال داريي، مدير عام شركة "ليدك"، عن زيارة مرتقبة له إلى مقاطعات الدارالبيضاء ال 16 للوقوف على مشاكل شبكة الكهرباء والماء والتطهير، وإيجاد "حلول سريعة لها"، مؤكدا أن محاربة الفيضانات رهان قوي بالنسبة للعاصمة الاقتصادية. واعتبر داريي أن هذه الأهمية تتجلى من خلال التدابير، التي اتخذتها الشركة لتحديث شبكات مياه الأمطار، وتقوية البنيات التحتية الموجودة، أو إحداث قنوات جديدة. وأوضح أن هذه العمليات مكلفة من الناحية المالية، وأن التدبير المفوض لا يمكنه القيام بها على أكمل وجه إلا بترتيب الأولويات، وضمن الحدود المالية لقدرات الاستثمار الموقعة في عقد التدبير المفوض. وأكد مدير "ليدك"، الذي كان يستمع بانتباه لمختلف تدخلات المنتخبين بمجلس المدينة، بعد إلقاء عرض الشركة، ويسجل جميع الانتقادات، أنه سيفتح "صفحة جديدة لحل مشاكل المدينة"، وسيعتمد "الشفافية والوضوح في جميع تعاملات الشركة مع مجلس المدينة". وكشفت "ليدك"، خلال العرض، عن مخططها التدبيري المتخذ للتخفيف من حدة الفيضانات، المتمثل في ثلاثة محاور، هي "تدبير شبكة مياه الأمطار"، و"التدابير الخاصة بموسم الأمطار"، و"الاستثمارات لتقوية شبكة مياه الأمطار". وأعلنت "ليدك" أنها تتجه نحو الوصول إلى تكامل في استعمال الإمكانيات والمعدات المخصصة لتدبير أكثر من 4,25 كلم من شبكة التطهير بين المديرية المركزية والمديريات الجهوية، بتوفير فرق للمراقبة الميدانية لحالة التسربات داخل قنوات الصرف الصحي، ومعدات المراقبة عبر كاميرات رصد متطورة، ومراقبة وصيانة المنشآت من حواجز حديدية، وبالوعات وقنوات التجمع الصغيرة. ورصدت "ليدك" لهذه الخطة مجموعة من شاحنات شفط مياه الصرف الصحي، منها 11 من حجم 26 طنا، و4 من حجم 19 طنا، و2 من حجم 17 طنا،وواحدة من حجم 13 طنا، بالإضافة إلى شاحنات كبيرة، مزودة بنظام امتصاص بحجم 25 مترا مكعبا، وشاحنة بحجم 15 مترا مكعبا، وشاحنات للتطهير الخفيف والتطهير الصغيرة. ولمواجهة موسم الأمطار، أكدت "ليدك" أنها تعتمد على منهجية "الإنذار والتعبئة وانتشار الفرق والتدخلات" لتحديد مستوى الأمطار، وحجمها، والإعلان عنها قبل 48 ساعة، لاستعداد الفرق وانتشارها لمواجهة أي مشاكل قد تنتج عن ارتفاع مستوى الأمطار، مضيفة أنها خصصت لذلك مجموعة من الإمكانيات البشرية المكونة لاستغلال شبكة التطهير، منها 19 إطارا، و80 من أعوان التأطير، و270 من الأعوان، بالنسبة للمصالح المكلفة باستغلال الشبكات، والمديريات الجهوية، ومحطات الضخ والتنظيف المائي، والقنوات المجمعة الرئيسية وأحواض تجميع الأمطار، فضلا عن إمكانيات آلية للتدخلات خلال فترة الأمطار منها 49 مضخة للصبيب القوي، وعربات، وشاحنات، ومولدات كهربائية، ومعدات للحفر، ومضخات إلكترونية، ومجموعة من الشركات المناولة مع "ليديك". وقرر مجلس المدينة، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، إرجاء دراسة النقاط الباقية من جدول أعماله المتعلقة بعروض حول خطوات البرنامج المعتمد لمواجهة مشاكل الدور الآيلة للسقوط ودور الصفيح٬ وحصيلة عمل اللجنة المحدثة المكلفة بالنظافة٬ وحصيلة عمل اللجنة المحدثة المكلفة بالممتلكات والعقود والامتيازات، إلى جلسة لاحقة.