وجه مجموعة من أعضاء المجلس الحضري للدار البيضاء انتقادات لرئيس المجلس محمد ساجد وللشركة الوطنية للتهيئة الجماعية "صوناداك" حول مشكل الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة بالدار البيضاء. ورفض أغلبية أعضاء المجلس الاستماع إلى عرض ممثل شركة "صوناديك" في الجلسة الثانية للدورة الاستثنائية، المنعقدة يوم الخميس الماضي، بدعوى أنهم في حاجة إلى تقديم حلول واقعية وبدائل موضوعية، عوض تقديم عروض نظرية. واعتبر آخرون، أن شركة "صوناديك"، فشلت في موضوع إعادة إسكان قاطني المدينة القديمة، خصوصا وأن عشرات من المواطنين مايزالون يسكنون بالمؤسسات التعليمية منذ سنة 1996 التي شهدت فيضانات . فيما صب أعضاء آخرون جام غضبهم على ساجد، خصوصا بعد مغادرته للقاعة دون أن يكلف نفسه عناء الاستماع إلى تدخلات الأعضاء في موضوع السكن الآيل للسقوط، حيث أشار أحد الأعضاء أن ساجد يظل قابعا في كرسيه عندما يتعلق الأمر بمناقشة مشاكل تهم المناطق الراقية، في إشارة إلى عين الذئاب أو كاليفورنيا أو آنفا، أما عندما يتعلق الأمر بمشاكل تهم مناطق أخرى يغادر كرسيه بمجرد افتتاح الدورة. هذا، وعرفت هذه الجلسة الثانية، حضور مدير عام شركة "ليدك" جان باسكال داريي٬ الذي أكد أن محاربة الفيضانات رهان قوي بالنسبة للمدينة. وأضاف داريي٬ في عرض له، أن هذه الأهمية تتجلى من خلال التدابير التي اتخذتها الشركة من تحديث شبكات مياه الأمطار٬ وتقوية البنيات التحتية المتواجدة أو إحداث قنوات جديدة. وأوضح أن هذه العمليات مكلفة من الناحية المالية٬ والتدبير المفوض لا يمكنه القيام بها على أكمل وجه إلا بترتيب الأولويات وضمن الحدود المالية لقدرات الاستثمار الموقعة في عقد التدبير المفوض. من جهة أخرى٬ استعرض أطر الشركة أهم التدابير المتخذة للتخفيف من حدة الفيضانات٬ المتمثلة في ثلاث محاور هي تدبير شبكة مياه الأمطار٬ التدابير الخاصة بموسم الأمطار والاستثمارات لتقوية شبكة مياه الأمطار. وأوضحوا أن المحور الأول يتجلى في استعمال الإمكانيات والمعدات المخصصة لتدبير أكثر من 4250 كلم من شبكة التطهير بين المديرية المركزية والمديريات الجهوية على مستوى المديريات الجهوية٬ فيما يهم المحور الثاني تعبئة فرق التدخل التابعة للشركة بعد الإعلان عن أمطار قوية خلال 24 ساعة٬ والثالث من خلال تقوية الشبكات عبر المشاريع المنجزة منذ سنة 2011. وأرجأ المجلس٬ دراسة النقاط الباقية من جدول أعماله المتعلقة بعروض حول الخطوات التي قطعها البرنامج المعتمد لمواجهة مشاكل الدور الآيلة للسقوط ودور الصفيح، وحصيلة عمل اللجنة المحدثة المكلفة بالنظافة، وحصيلة عمل اللجنة المحدثة المكلفة بالممتلكات والعقود والامتيازات٬ إلى جلسة لاحقة. وكان المجلس اكتفى٬ خلال الجلسة الأولى من الدورة الاستثنائية المنعقدة في بحر الأسبوع الماضي٬ بدراسة نقطة واحدة من جدوله٬ تتعلق بتحديد تسعيرة تذكرة النقل بواسطة الترامواي المتمثلة في سنة دراهم. وفي إطار تفعيل المادة 132 المكررة من الميثاق الجماعي، القاضية بضرورة عقد ندوة رؤساء مجالس المقاطعات بالنسبة إلى المدن، التأمت يوم الأربعاء الماضي بمقر المجلس الجماعي للدار البيضاء، ندوة رؤساء المقاطعات في غياب محمد ساجد، وهو الغياب الذي أثر بشكل سلبي على أشغال هذه الندوة، التي تحولت في بعض اللحظات إلى مواجهة وتشابك بالأيدي، بين سعيد حسبان رئيس مقاطعة الفداء من جهة، وأحمد ابريجة رئيس مقاطعة سيدي مومن والنائب الأول لرئيس المجلس الجماعي للدار البيضاء، الذي كان يود ترأس الندوة من جهة أخرى. ويبدو أن سبب هذا التوتر يعود لعدم وفاء النائب الأول للرئيس، لاتفاق سابق، يقضي بعدم عقد هذه الندوة إلا بحضور محمد ساجد، حيث كان بريجة يريد وضع باقي الرؤساء أمام الأمر الواقع، خصوصا أنه أحضرالكاتب العام للجماعة و موظفي كتابة المجلس مع وضع ورقة خاصة لتسجيل الحضور. لكن رئيس مقاطعة الفداء، انتفض في وجهه، وأمر بخروج الموظفين من القاعة وسحب ورقة الحضور، واتهم ابريجة بالتواطؤ مع ساجد، ليتطور الأمر إلى تشابك بالأيدي ، قبل أن يتدخل باقي الرؤساء لتهدئة الأوضاع، مما جعل بداية الندوة تتسم بأجواء ساخنة ومتوترة، لم يحد من اتساع رقعتها سوى حضور ساجد بشكل مفاجئ في آخر لحظة.