حطت، مساء يوم الجمعة المنصرم٬ بمطار (ماركا) الأردني٬ طائرة مغربية رابعة، وعلى متنها 250 خمية٬ تشكل آخر شحنة من المساعدات الإنسانية المغربية٬ التي تتكون من ألف خيمة موجهة للاجئين السوريين المقيمين في مخيم (الزعتري) بمحافظة المفرق (شمال شرق). وكانت ثلاث طائرات وصلت تباعا٬ يومي الأربعاء والخميس المنصرمين٬ إلى المطار نفسه٬ وعلى متنها ما مجموعه 750 خيمة٬ معالجة للوقاية من البرد القارس. ويأتي إرسال هذه الخيم تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، بإرسال مساعدة إضافية لفائدة اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمي (الزعتري) بالأردن و(غازي عنتاب) بتركيا٬ والمتمثلة في 2000 خيمة٬ مقاومة للبرد الذي تشهده المنطقة، خلال فصل الشتاء الحالي. كما يأتي إرسال هذه الخيم، التي تتوفر فيها معايير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في الوقت المناسب، على اعتبار أنها مقاومة للبرد، خاصة مع حلول فصل الشتاء وما يميزه من برد قارس في منطقة (الزعتري) الصحراوية. تجدر الإشارة إلى أن هذه المساعدات الإنسانية٬ التي رصدتها الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ بتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ تأتي بعد الهبتين اللتين سلمهما جلالته، خلال الزيارة الميمونة التي قام بها للمستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم (الزعتري)، يوم 18 أكتوبر الماضي، واشتملتا على 6 آلاف من الأغطية٬ وخمسة آلاف منها موجهة لكبار السن وألف غطاء خاص بالرضع والأطفال، وسبع حاضنات للمواليد الجدد وألف وحدة من مستلزمات الرضع الطبية منها والوقائية، وكميات من الأدوية وأجهزة طبية ومواد غذائية. وتنفيذا لقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القاضي بإرسال بعثة مغربية متخصصة مهمة معززة بدعم لوجيستيكي وإنساني لفائدة اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن، أقامت القوات الملكية الجوية، منذ أواخر يوليوز الماضي، جسرا جويا بين المغرب والأردن، لنقل المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي، وكميات كبيرة من الأدوية، وأزيد من 150 طنا من المساعدات الإنسانية، ضمت مواد غذائية أساسية مثل السكر والدقيق والمعجنات والزيت٬ والأرز والحليب المجفف المخصص للأطفال، عبأتها الدولة من خلال الوكالة المغربية للتعاون الدولي٬ وساهمت فيها مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وفي السياق ذاته، حطت بعد ظهر يوم الجمعة المنصرم، بمطار أضنة التركي٬ طائرة مغربية محملة بآخر دفعة من المساعدات الإنسانية المغربية التي تشمل في المجموع ألف خيمة٬ الموجهة للاجئين السوريين الموجودين بجنوب شرق تركيا. وتأتي هذه الطائرة٬ المحملة ب 250 خيمة معالجة للحماية من برد فصل الشتاء القارس المعروفة به المنطقة٬ بعد ثلاث طائرات كانت وصلت يومي الأربعاء والخميس إلى المطار نفسه٬ محملة بعدد الخيام نفسه. وتستهدف هذه المساعدات الموجهة للاجئين السوريين الذين فروا من بلد تمزقه اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة الداعية إلى استقالة الرئيس السوري بشار الأسد. وتهدف المساعدات الإنسانية للمملكة٬ التي عبأتها٬ بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ إلى التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، الذين يستعدون لمواجهة الظروف المناخية الصعبة للمنطقة. وقال سفير المغرب بأنقرة محمد لطفي عواد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدفعة من المساعدات تضم ألف خيمة تستجيب لمعايير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتتكيف بالكامل مع جميع الظروف. وأكد أن اختيار توقيت إرسال هذه المساعدات ليس من قبيل الصدفة مادامت مخيمات اللاجئين السوريين توجد في مناطق تعرف بمناخها القاسي٬ سيما في فصل الشتاء، حيث البرد القارس الذي يهدد اللاجئين السوريين. وقال عواد، الذي كان في استقبال هذه المساعدات إلى جانب المسؤولين بالهلال الأحمر التركي والسلطات المحلية٬ إن المساعدة الإنسانية المغربية تشكل تعبيرا ل "التضامن الفعال" للمملكة مع الشعوب العربية والإسلامية٬ وكذا مع الشعوب التي تعاني آثار الكوارث الطبيعية أو الحروب المدمرة. وشدد على أن هذه الروح التضامنية للمغرب مع الشعوب العربية والإسلامية تتجلى من خلال القرار الأخير لجلالة الملك محمد السادس القاضي بإرسال مستشفيات ميدانية عسكرية، سواء في مخيمات اللاجئين في الأردن وسوريا أوفي قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع. وخلص الدبلوماسي المغربي إلى أن المسؤولين الأتراك والمعارضة السورية عبروا عن امتنانهم لمبادرة جلالة الملك محمد السادس وشكرهم الخالص للشعب المغربي لشعور التضامن في هذه الظروف المأساوية.