نظمت "الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمغرب"، الأربعاء الماضي، وقفة احتجاج أمام مقر البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 21 من نونبر وشاركت فيها جمعيات اتحاد جمعيات الألزاس واللورين، والتنسيقية الأوروبية من أجل الحكم الذاتي بالصحراء، إضافة إلى حقوقيين أوروبيين. وتجمع مئات الأطفال يساندون أقرانهم، الذين جاؤوا من تندوف لإعلان مأساتهم على مرأى ومسمع البرلمان الأوروبي. وقال علي جدو، رئيس الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمغرب، إن "هذه المبادرة تأتي في سياق سلسلة من الأنشطة، نروم من خلالها كشف زيف أطروحة البوليساريو ومن يساندونها، خاصة من داخل أوروبا، ونعمل بالتنسيق مع حقوقيين وسياسيين أوروبيين، لنظهر للعالم أجمع من المسؤول عن مأساة الأطفال في مخيمات تندوف؟". وأضاف جدو، في اتصال مع "المغربية"، أن "آلاف الأطفال ولدوا منذ عام 1975 في المخيمات وصارو اليوم رجالا، ومازال أطفال آخرون يولدون، لكنهم لم يختاروا أن يولدوا في تلك المخيمات، وليس قدرهم أن يكونوا هناك، بل إن قيادة البوليساريو، ومعها النظام الجزائري من خططوا وعملوا من أجل ذلك، وعلى العالم أن يعرف الحقيقة كما هي، وليس كما يصورها من يستعمل أطفال الصحراويين للتسول بهم سياسيا وماليا". وأوضح جدو أن "الخطر ماثل أمام أعيننا الآن، بارتماء شبابنا وأطفالنا الصحراويين في أتون الشبكات الإرهابية والإجرامية، التي تنشط في المنطقة، ولهذا يجب أن تتحمل كافة الأطراف مسؤوليتها حيال ما يحدث". وخلال هذه الوقفة، أطلق الأطفال الصحراويون القادمون من مخيمات تندوف حمامة أمام مقر البرلمان الأوروبي، ووضعوا رسائل في صندوق موجه إلى البرلمان الأوروبي، تحمل نداءهم إلى المسؤولين الأوروبيين بالعمل على تحريك الضمير العالمي وتحسيس المنتظم الدولي بقضيتهم. يشار إلى أن آلاف الأطفال يعانون في مخيمات تندوف التهميش والعنف، إضافة إلى قرارات البوليساريو بعسكرة مجتمع الأطفال، من خلال انتزاعهم من أحضان أسرهم وإرسالهم إلى دول أجنبية مثل كوبا والجزائر، وإلى ليبيا سابقا، من أجل شحنهم بعقائد أيديولوجية متطرفة وتدريبهم على حمل السلاح. كما تشير التقارير الواردة من تندوف إلى أن الأطفال بالنسبة لقيادة البوليساريو ليسوا سوى مادة استهلاكية، تستعملها لأغراض منافية تماما لكافة الحقوق والأعراف، ومنها عسكرة الأطفال، واستغلالهم في الدعاية السياسية، وشحنهم بالأفكار العنصرية وتسخيرهم للمواقف العدائية، الأمر الذي يجعلهم في متناول الجماعات الإرهابية، التي باتت تهدد أمن وسلامة المنطقة.