نددت كل من الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمغرب وتجمع الصحراويين المغاربة برون ألب «بقوة» بالمعاناة التي يعيشها السكان المحتجزون منذ أزيد من ثلاثة عقود في مخيمات تندوف التي تخضع ل «ديكتاتورية» جبهة (البوليساريو). وأكدت الجمعيتان، نهاية الأسبوع الماضي في أولينس بضاحية مدينة ليون ( وسط فرنسا) أن «آلاف الأسر المحتجزة في هذه المخيمات محرومة من أبسط الحقوق الأساسية، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي». كما نبهت الجمعيتان، في تدخل خلال نقاش عقب عرض فيلم دعائي ل «البوليساريو»، المجتمع الدولي حول مصادرة الحق في حرية التعبير والذي من بين ضحاياه مناضلون صحراويون في المخيمات. ونجح مناضلو هاتين الجمعيتين، في تدخلاتهم خلال المناقشة التي تلت عرض الفيلم، ومن خلال أسئلتهم، في تنوير الحضور حول تاريخ وطبيعة النزاع المفتعل حول الصحراءالمغربية، وتفنيد حجج مخرج هذا الفيلم، بيير إيف فان ديروين . ولفت جدو علي، منسق الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمغرب، الانتباه حول الإثراء «الفاضح» لقادة جبهة «البوليساريو» والذي يمر عبر تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان المخيمات وطرحها في الأسواق السوداء لبلدان المنطقة. وقد قدم كدليل على ذلك ممتلكات تم كسبها بطريقة غير مشروعة ومساكن فاخرة يملكها مسؤولو جبهة «البوليساريو» في إسبانيا وجزرالكناري. وأكد السيد جدو أن (البوليساريو) تعد «جبهة إرهابية» وليس «جبهة التحرير» كما تزعم، مبرزا تورط مرتزقتها إلى جانب النظام المخلوع لمعمر القذافي في الحرب ضد الشعب الليبي. وتوقف عند تورط البوليساريو في تجارة المخدرات واحتجاز الرهائن الى جانب التنظيم الإرهابي للقاعدة في المغرب الاسلامي، كما كشف ذلك اختطاف ثلاثة أوربيين بتندوف في أكتوبر الماضي. ومن جهته، استحضر المناضل الصحراوي ادريس العطري مأساة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المسؤول الأمني السابق ب (البوليساريو)، الذي اختطف وسجن من طرف الانفصاليين قبل أن يبعد الى موريتانيا «وكل ذنبه أنه أعلن ملء الفم دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب من أجل التسوية النهائية لقضية الصحراء». كما استعرضت المنظمتان حالة الفنان ناجم علال الذي عبر عن آراء مغايرة للنهج الاستبدادي لانفصاليي (البوليساريو). وكان هذا الأخير قد خاض رفقة عشرة أشخاص آخرين، من بينهم الابن البكر لمصطفى سلمى، اعتصاما أمام المفوضية العليا للاجئين بالرابوني للمطالبة بحماية هذا الأخير إثر التهديدات التي تلقوها من طرف قادة (البوليساريو), حسب بلاغ للمنظمتين وزع على الحضور. وأضاف المصدر أن ما حدث يوم16 شتنبر الأخير هو أن «خيمتهم أحرقت أمام أنظارالمفوضية العليا للاجئين التي نصحتهم باللجوء الى الهلال الأحمر للبوليساريو من أجل تلبية طلباتهم». وإثر هذه التوضيحات، جرب المخرج ومساعدته أليس كوربي، الهروب الى الأمام من خلال تسويق رواية (البوليساريو) لقضية تفكيك مخيم اكديم إزيك. غير أن علي جدو الذي أكد أنه عاش الحدث على الأرض، أوضح أن هذه الاحداث تعطي «صورة مغرب الحرية حيث الشباب تظاهروا سلميا للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية وبالتشغيل». وأضاف في المقابل أن هذه المظاهرة تم توظيفها من قبل أوساط معادية للوحدة الترابية ولاستقرار المغرب، وهي من كانت وراء انتاج وعرض هذا الفيلم. وذكر بأن «عناصر الأمن هي التي راحت، في نهاية المطاف، ضحية لهذه الاحداث، حيث تعرضوا للتصفية الجسدية بدم بارد أثناء قيامهم بواجبهم».