أكد الحسين الوردي، وزير الصحة، أنه أعطيت للصحة النفسية والعقلية أولوية قصوى ستُصاحَب "بقفزة نوعية لميزانية 2013"، نظرا للوضع الراهن للصحة النفسية بالمغرب (كرتوش) مشيرا إلى أن مجموعة من الإجراءات اتخذت ضمن مخطط عمل الوزارة 2012-2016 الخاص بالصحة العقلية. وقال الوردي إن الوزارة ستعمل على تدارك الخصاص المسجل في الأسرة بتوفير 800 سرير لتعزيز القدرة الإيوائية، والانتقال من 2234 سريرا إلى 3000 سرير قبل نهاية سنة 2016، والشروع في العمل بثلاثة مراكز لمعالجة الإدمان، في تطوان، ومراكش، والناظور هذه السنة، وبناء ثلاثة مراكز أخرى في أكادير، وفاس، والحسيمة سنة 2013، وتوسيع الخدمات في 4 مراكز في حدود 2016 بطنجة، والعرائش، والقصر الكبير، وشفشاون. وعن الموارد البشرية، أفاد الوزير، في رده على سؤال شفوي لفريق العدالة والتنمية مساء أول أمس الاثنين، بمجلس النواب حول "المرضى النفسيين"، أن الوزارة تعمل على تدارك الخصاص، من خلال تكوين 30 طبيبا نفسيا سنويا، وخلق 4 أقسام جامعية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، بتعاون مع وزارة التعليم العالي، لتكوين 10 أطباء نفسيين متخصصين في السنة، وتكوين 185 ممرضا وممرضة متخصصين في السنة. وفي الجانب المتعلق بالميزانية المصاحبة، أشار المسؤول الحكومي إلى تخصيص 35 مليون درهم، سنة 2012، لتطوير ورفع مستوى مرافق الأمراض العقلية، و50 مليون درهم للأدوية. أما بالنسبة للأدوية، يضيف الوزير، فقد جرى ضمان استفادة 150 ألف مريض سنويا بالمجان، بالإضافة إلى توسيع برنامج الحد من مخاطر تعاطي المخدرات للوصول إلى 8 آلاف مدمن مستفيد من الخدمات سنة 2016، ضمنهم 2000 مستفيد من العلاج الاستبدالي بالميطادونا. ووقف الوزير عند شريحة المتشردين، موضحا أن الوزارة أخذت على عاتقها دعم الشراكات بين القطاعات، لاسيما إرساء استراتيجية متكاملة بين كل القطاعات المعنية، من أجل التكفل الشامل بهذه الفئة من المواطنين، لما يشكله حل ظاهرة التشرد من استعجالية. وأضاف أن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المرضى للسنوات المقبلة، ضمن "خطة وطنية للصحة النفسية، تهدف إلى تعزيز الصحة العقلية والوقاية من الاضطرابات النفسية، في إطار من العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، وضمان العلاج بأقل تكلفة"، موضحا أن الوزارة اعتمدت استراتيجية خاصة ترمي إلى توطيد البرامج المتعددة الاختصاصات، مع دعم النسيج الجمعوي للحد من العجز المستمر في ما يخص الإجراءات المجتمعية لتحسين الأحوال اليومية للشريحة المتشردة. وأشار إلى أن "هذه الشريحة من المجتمع قد تعاني مشاكل عدة، لا تنحصر على المستوى الصحي فقط، فزيادة على الأمراض الجسدية أو النفسية التي قد تصيب عددا كبيرا منها، فهم يعانون مشاكل اقتصادية واجتماعية مزمنة تتمثل في انعدام حاجيات أساسية من مأوى، ملبس، مأكل، والتي قد تثقل كاهلهم، لاسيما المرضى العقليين منهم. ويرى الوزير أن تضافر جهود كل القطاعات المعنية من شأنه أن يُمثلَ وصفة ناجعة، لحاجيات هذه الشريحة الهشة من المجتمع.