أكد محمد بن عبد الرحمان البشر٬ سفير المملكة العربية السعودية بالرباط٬ أن العلاقات المغربية السعودية علاقات تاريخية راسخة٬ ثابتة وضاربة في العراقة٬ وتشكل نموذجا للعلاقات العربية العربية. وأضاف السفير السعودي٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمملكة العربية السعودية٬ في إطار زيارات العمل الرسمية التي يبدأها جلالته، اليوم الثلاثاء، وتشمل كذلك قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت٬ الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي٬ والأردن٬ أن هذه العلاقات نمت عبر القرون وستظل كذلك٬ وهو ما يعكس العلاقة الاستثنائية والمميزة بين قيادتي البلدين والأسرتين الملكيتين والشعبين الشقيقين، اللذين يرتبطان مع بعضهما بأواصر المحبة والعلاقات الاستثنائية. وأكد البشر أن الزيارة الكريمة، التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمملكة العربية السعودية، ولقاءه بأخيه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز٬ ومثل هذه اللقاءات والزيارات٬ لم تكن إلا لتثمر ثمارا يانعة تعطي أكلها ونتائجها الطيبة لصالح الشعبين المغربي والسعودي الشقيقين٬ وبما يرضي طموحاتهما. وبخصوص العلاقات الاقتصادية بين المغرب والسعودية٬ قال السفير السعودي إن هذه العلاقات٬ بما فيها الاستثمار٬ تبقى دون طموح البلدين، سواء على مستوى القيادتين أو الشعبين٬ عازيا ذلك إلى عوامل منطقية تؤثر وتعمل على تدني العلاقات الاقتصادية، وعدم وصولها وارتقائها إلى المستوى السياسي المتميز القائم بينهما. وقال إن ذلك يعود إلى بعد المسافة بين البلدين٬ لذلك فالمنتجات المغربية تجد في الأسواق الأوروبية أقرب منفذ لها وأفضل وجهات في ما يتعلق بالأسعار٬ إضافة إلى وجود تقصير من الطرفين في خلق بيئة إعلامية كافية لتشجيع المستثمرين في كلا البلدين وتطوير المبادلات التجارية. وأضاف أن هناك، أيضا، عوامل لوجيستية أخرى وراء ضعف المبادلات التجارية، منها عدم وجود خط بحري مباشر بين المملكتين السعودية والمغربية٬ مؤكدا أن هذا الموضوع يجري حاليا دراسته من قبل الجانبين، من أجل رفع التحديات الحقيقية لتأسيس شراكة اقتصادية بينهما وتحالف استراتيجي يخدم مصالح البلدين. وأشار إلى أن هناك مجالات جديدة وواعدة يمكنها أن تساهم في تعزيز التعاون القطاعي بين البلدين٬ وذكر بهذا الخصوص بحصول شركة سعودية، أخيرا، على رخصة استغلال الطاقة المتجددة بالمغرب، وهو قطاع كبير لتكريس مثل هذا التعاون بالنظر لخبرة المملكة العربية السعودية في هذا المجال٬ إضافة إلى أن قطاع المعادن مجال خصب يمكن للبلدين تطوير التعاون الثنائي في إطاره٬ والميدان الفلاحي الذي يمكن للمملكة العربية السعودية أن تستفيد ضمنه من الخبرة المغربية المتميزة٬ وأيضا، قطاع التعليم الذي يشكل مجالا رحبا للتعاون بين البلدين. وأكد السفير السعودي أن التنسيق والتشاور بين البلدين في الملفات ذات الطابع الإقليمي والدولي عامة٬ وما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية على وجه الخصوص٬ "دائم وشبه يومي"٬ مؤكدا٬ في هذا الصدد٬ توافق وجهات النظر بين البلدين على المستوى السياسي في جميع القضايا المشتركة والأساسية. وذكر الدبلوماسي السعودي بالجهود الجبارة والكبيرة التي يقوم بها قائدا البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأخوه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ من أجل تحقيق السلام العالمي ومحاربة الإرهاب والتطرف. وقال السفير السعودي إنه٬ علاوة على العمل الذي تقوم به اللجنة العليا المشتركة بين البلدين٬ التي تعتبر إحدى أعرق آليات التعاون العربية٬ في ما يخص تثبيت وإرساء أسس التعاون الثنائي٬ فإن مسؤولي البلدين يعملون٬ بشكل منتظم ومتواصل٬ من أجل حل بعض المشاكل التي تنشأ في عدة مجالات٬ ومنها ما يتعلق بالتأشيرات (العمالة أو الحج وغير ذلك) والازدواج الضريبي٬ والنقل الجوي. وبخصوص التبادل الثقافي بين الجانبين٬ ذكر محمد بن عبد الرحمان البشر بالمشاركة الوازنة والكمية والنوعية للمملكة العربية السعودية كضيف شرف في معرض الكتاب الدولي بالدارالبيضاء (فبراير 2012)٬ وبمشاركة المغرب كذلك كضيف شرف في مهرجان سوق عكاظ الدولي (11-21 شتنبر 2012)٬ وتنظيم سفارة المغرب بالرياض لتظاهرات ثقافية منها الأيام الفرانكفونية (أبريل 2010)٬ ومشاركة المغرب في معرض الرياض الدولي للكتاب في مارس 2012، مؤكدا أن هذا التبادل الثقافي يعكس عمق العلاقات المغربية السعودية٬ ومدى أواصر التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين. وقال إن المجال الثقافي المغربي والسعودي مجال خصب٬ سيما وأن المملكتين الشقيقتين تشكلان بيئة رائعة للثقافة٬ مشيرا إلى أنه يجري حاليا بحث مشاركة الجامعات السعودية والمغربية مستقبلا في ندوات علمية ولقاءات ثقافية، من أجل تعريف شعبي البلدين بما لدى بعضهما من موروث ثقافي وقواسم مشتركة. (و م ع)