أشاد الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي٬ أول أمس السبت٬ بإرادة المغرب في الإسهام في بناء الصرح المغاربي وإنجاح قمة اتحاد المغرب العربي٬ المقرر عقدها في دجنبر المقبل في تونس. وأكد المرزوقي، خلال ندوة صحفية٬ عقب اختتام قمة رؤساء دول وحكومات بلدان الحوار الأورو-متوسطي٬ التي انعقدت في مالطا بحضور رئيس الحكومة٬ عبد الإله بنكيران٬ أن المغرب "أظهر إرادة٬ طالما أكد عليها٬ للقيام بكل ما في وسعه لإعادة إنعاش بناء الصرح المغاربي٬ وكذا قمة اتحاد المغرب العربي". وكان بنكيران أكد في وقت سابق مشاركة المغرب في قمة تونس. وقال إن المغرب استجاب لدعوة المشاركة، وأنه سيكون حاضرا في قمة تونس مع رغبته في "تجنب نقاط الخلاف"٬ في إشارة إلى الخلافات مع الجزائر٬ وكذا لكي لا يتعرض بناء الصرح المغاربي لأي تأخير. كما شدد على ضرورة إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي٬ بما يسهم في توحيد شعوب هذه البلدان، و"تحقيق تعاون أفضل مع أوروبا". من جهته٬ اعتبر الرئيس المرزوقي أنه "ليس من الطبيعي ألا يجري بناء المغرب العربي"٬ مضيفا أن قمة مالطا "أتاحت للمغاربيين الالتقاء في ما بينهم"٬ مما يشكل تمهيدا للمرحلة المقبلة على طريق تحقيق "هذا الحلم"، الذي أصبح يفرض نفسه٬ أكثر من أي وقت مضى٬ على كل بلدان المغرب العربي التي أضحت "في حاجة إلى تعاون في ما بينها وإلى فضاء للاندماج". وجرى توجيه السؤال إلى القادة المغاربيين المشاركين في قمة مالطا من قبل نظرائهم في بلدان شمال المتوسط٬ خاصة في شخص رئيس المفوضية الأوروبية٬ خوسيه مانويل دورارو باروسو٬ حول تجميد هياكل اتحاد المغرب العربي٬ والكلفة التي تتكبدها بلدان الاتحاد جراء هذا الوضع. في هذا الصدد٬ أكد المغرب خلال المناقشات على "وجاهة المشروع المغاربي"، في ظل الظرفية الحالية التي تتسم بالانتقالات الديمقراطية والأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بعدد من البلدان الأوروبية. وأكد قادة الدول العشر المطلة على المتوسط (خمسة زائد خمسة)، في ختام قمة مالطا، على دعمهم لمسلسل الاندماج بين بلدان المغرب العربي٬ ودعوا في هذا السياق إلى عقد لقاءات منتظمة بين بلدان اتحاد المغرب العربي والاتحاد الأوروبي. يذكر أن قمة مالطا٬ التي عقدت يوم الجمعة المنصرم وأول أمس السبت٬ هي ثاني لقاء قمة للمنتدى الذي أطلق في روما في العام 1990، تحت اسم "حوار 5 زائد 5"٬ وشارك فيها رؤساء دول وحكومات بلدان شمال وجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط٬ من بينهم على الخصوص الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند٬ ورؤساء حكومات إسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومالطا٬ بالإضافة إلى الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي٬ والموريتاني٬ محمد ولد عبد العزيز٬ ورؤساء حكومات كل من المغرب والجزائر٬ ورئيس البرلمان الليبي.