كشف محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، خلال لقاء صحفي، نظم أول أمس الثلاثاء، بالدارالبيضاء، مستجدات المكتب برسم دخول 2012، التي تروم تحسين جودة الخدمات والرقي بها إلى مستوى تطلعات الزبناء. (سوري) وأوضح الخليع أن هذه المستجدات تهم المكونات الأربعة الأساسية للعرض السككي، ويتعلق الأمر بالمحطات، والقطارات، والمنتوجات، والخدمات. وبهذه المناسبة، قام ممثلو وسائل الإعلام صحبة المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بزيارة ورش بناء المحطة الجديدة للدارالبيضاء-الميناء، واطلعوا على مدى أهمية هذا المركب السككي الضخم ومدى تقدم أشغاله. وأوضح الخليع أنه في إطار متابعته لإنجاز البرنامج الخاص ببناء المركبات السككية بكل من مراكشوفاسوطنجة، وغيرها، يتولى المكتب بناء المحطة الجديدة للدارالبيضاء -الميناء، وفق منظور الفضاء الحضري المتنوع الأنشطة والمتعدد الخدمات الذي يندمج في وسطه الحضري الجديد في قلب المحاور الرئيسية للعاصمة الاقتصادية، بمحاذاة ميناء الدارالبيضاء، و"المارينا الجديدة"، ومسجد الحسن الثاني. تجدر الإشارة إلى أن هذا المركب السككي سيمكن من استقبال 25 مليون مسافر سنويا، مع تسجيل حركة 5000 مسافر في الساعة في أوقات الذروة. وستمكن المنشآت التقنية الحديثة للمحطة الجديدة من توفير الطاقة الاستيعابية الضرورية لحركة 20 قطارا في الساعة. وستنطلق كل القطارات المكوكية من هذه المحطة في اتجاه الرباط والقنيطرة، وكذا سطاتوالجديدة ومطار محمد الخامس. وستمتد المرحلة الأولى من المشروع على مساحة مغطاة تبلغ 33 ألفا و500 متر مربع، باستثمار 400 مليون درهم، وتحتوي على بناية للمسافرين، وعمارة من 6 طوابق علوية، و3 طوابق تحت أرضية، اثنان منها مخصصة لمرآب بسعة 500 سيارة. وينتظر أن تنتهي الأشغال خلال الأثلث الثاني من سنة 2013، وسيشرع في تسويق المحلات التجارية ابتداء من نونبر 2012. أما المرحلة الثانية من المشروع (المركز متعدد الخدمات)، فستنطلق أشغال بنائها بعد بداية تشغيل المرحلة الأولى وهدم المحطة المؤقتة، وستنجز في إطار شراكة مع فاعلين خارجيين، ما سيجعل من مركب محطة الدارالبيضاء - الميناء قطبا حيويا للتبادل بالعاصمة الاقتصادية. وبعد اقتناء 24 قاطرة ذاتية الجر تؤمن حاليا المواصلة بين الدارالبيضاء والرباط والقنيطرة، شرع المكتب في برنامج واسع لتحديث مجموع حظيرة عرباته الخاصة بنقل المسافرين والمكونة من 311 عربة كلاسيكية، و14 قطارا ذاتي الجر. ويهدف البرنامج إلى تحديث مجموع تجهيزات هذه المعدات للاستجابة لمتطلبات الراحة والسلامة (المقاعد، والأرضيات، والتكييف، والتجهيزات الصوتية، والإنارة، والمراحيض، والإغلاق الأوتوماتيكي للأبواب....). وفي ما يتعلق بالعربات الكلاسيكية، التي عهد بتحديثها للشركة الشريفة للصناعة السككية، فقد جرت عصرنة 106 عربات، واستعمالها في قطارات الخط التي تربط الدارالبيضاء -فاس، والدارالبيضاء - طنجة. أما باقي العربات، فسيجري تحديثها تدريجيا بوتيرة 10 عربات في الشهر. ويبلغ الاستثمار المخصص لهذا البرنامج 640 مليون درهم. أما بخصوص القطارات ذاتية الجر، التي تؤمن المواصلات الجهوية للدارالبيضاء، فأكد مسؤولو المكتب أن تحديثها أسند إلى شركة بومبارديي. وشرع المكتب في استغلال أولى هذه السلسلة من القطارات المعصرنة، والتي يبلغ مجموعها 14 وحدة، الثلاثاء الماضي بين الدارالبيضاء ومطار محمد الخامس. أما بقية القطارات فستسلم تدريجيا بوتيرة قطار في الشهر. وخصص لهذه العملية 215 مليون درهم. وشارك إعلاميون في رحلة بين الدارالبيضاء والمحمدية، نظمت على متن القطار النموذجي من سلسلة القطارات ذاتية الجر، التي تؤمن المواصلات الجهوية للدارالبيضاء (مطار محمد الخامس وسطات والجديدية)، والتي يقوم المكتب حاليا بتجديدها. وزار المشاركون في هذه الزيارة الميدانية الرواق التجاري للمحطة، كما تابعوا عرضا قدمه المكتب حول منتوجاته التجارية الجديدة التي طرحها في اليوم نفسه وأكد أطر المكتب، أنه في سياق استراتيجيته الرامية إلى جعل القطار في متناول كل فئات الزبناء، وبعد العروض التي سبق للمكتب أن طرحها في السوق، ولقيت نجاحا واسعا من قبل مستعمليها من الشباب أوالبالغين أو المهنيين، وسع المكتب باقة منتوجاته التعريفية بطرح بطاقات تخفيض جديدة موجهة إلى فئات مختلفة من السوق. وتتميز هذه البطاقات الخمس بأثمنة في متناول الزبناء، وتخفيضات مغرية تتراوح بين 25 و50 في المائة على كل رحلة. ويتعلق الأمر ببطاقة" أسرتي" الخاصة بالأسر المغربية أو القاطنة بالمغرب منذ أكثر من 6 أشهر، والتي تتضمن على الأقل طفلا عمره أقل من 18 سنة. وبطاقة "الطالب" المنبثقة عن بطاقة شباب والموجهة للطلبة الذين تبلغ أعمارهم أقل من 26 سنة وبطاقة 26-59 الموجهة لهذه الفئة العمرية، وبطاقة "برو" الموجهة للذين يسافرون لغرض مهني، وبطاقة "نهاية الأسبوع" للذين يودون السفر خلال عطلة نهاية الأسبوع بأقل ثمن. هذه الباقة من المنتوجات تمكن كل فئة من الحصول على المنتوح الذي يناسب حاجياتها سواء من حيث السن أو عادات السفر. وفي إطار المبادرات الرامية إلى تحديث قنوات التوزيع التخفيف من طوابير الانتظار أمام الشبابيك الكلاسيكية، يضع المكتب بشكل تدريجي 60 موزعا آليا بجميع المحطات الرئيسية للشبكة. ووضعت الثلاثاء الماضي 7 موزعات بمحطات كل من الرباط-أكدال والرباط-المدينة، ومراكش، والمحمدية. ويجعل المكتب هذه الموزعات، التي تعد من الجيل الجديد، رهن إشارة زبنائه 24 ساعة/ 24 طيلة أيام الأسبوع، وتتيح لهم اقتناء تذاكرهم بسرعة وبكل أمان من خلال شاشات قابلة للمس متعددة اللغات، وتوفر اختيار وسيلة الأداء، ورقة نقدية، أو قطع نقدية، أو بطاقة بنكية. وأبرز الخليع أن تقديم هذه المستجدات يأتي غداة إعطاء جلالة الملك محمد السادس انطلاقة أشغال مشروع تثليث الخط السككي بين الدارالبيضاء والقنيطرة. هذا المشروع الذي من شأنه أن يمكن المكتب من تطوير عرضه والرفع من عدد القطارات على هذا المحور السككي، الذي يعد أكثر محاور شبكة المكتب من حيث حركة النقل، مضيفا أن هذه المستجدات تأتي كذلك، بعد انتهاء الفصل الصيفي لسنة 2012، الذي جند فيه المكتب كل طاقاته لضمان نقل 10 ملايين مسافر، أي نحو 130 ألف مسافر في اليوم (مقابل 80 ألفا في الفترات العادية) في أحسن ظروف الراحة والسلامة.