انعقد بمدينة برشيد، نهاية الأسبوع الماضي، جمع استثنائي لمربي الأبقار الحلوب بجهتي الدارالبيضاء الكبرى والشاوية ورديغة، دق خلاله فاعلو القطاع ناقوس خطر توقف أنشطته نتيجة الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد العلفية. جانب من لقاء برشيد (خاص) وأوضح أحمد بوكريزية، رئيس شبكة المستقبل لمربي الأبقار بإقليم برشيد، الذي ترأس هذا اللقاء المنظم بمندوبية وزارة الفلاحة، والذي اعتبر أكبر تجمع لرؤساء تعاونيات ومراكز تجميع الحليب بالجهتين المشار إليهما، أن الارتفاع الأخير لأثمنة الأعلاف المركبة والزيادة المرتقبة فيها، دفعت إلى مراسلة كل من الوزير الأول، ووزير الفلاحة والصيد البحري، وشركات إنتاج الحليب، لاستعراض الظرفية القاتمة التي يجتازها القطاع وآلاف مربي الأبقار، خاصة الصغار منهم، بغية تدارك الوضع وإيجاد تسوية تفاوضية لهذا المأزق. وأضاف بوكريزية أن غياب أي رد بهذا الشأن إلى حد الآن حتم عقد هذا اللقاء، لتدارس المشكل وطرح الاقتراحات الممكنة، وبالتالي اتخاذ قرار بالإجماع حول المساعي المقبلة لمربي الأبقار للخروج من هذا النفق المسدود، وتخطي الإكراهات القائمة. وذكر رئيس شبكة المستقبل لمربي الأبقار بإقليم برشيد، أن عوامل التقلبات المناخية الأخيرة، واستغلال عدد من الأسواق للمواد الأولية للأعلاف في مجال تصنيع الوقود الحيوي، وعدم مواكبة تحديد سعر الحليب مرتين في السنة، حسب فترتي الإنتاج المرتفعة والمنخفضة، ساهمت في إنهاك قدرة مربي الأبقار خاصة الصغار، الذين يشكلون شريحة واسعة، ما دفع بهم حسب بوكريزية إلى التخلص من قطعانهم من الأبقار الحلوب بأسعار متدنية. واستعرض بعض المجتمعين خلال هذا اللقاء عدة حلول، همت اقتراح عدة صيغ من قبيل مقاطعة مد شركات إنتاج الحليب لمدة محددة، أو إحداث لجنة جهوية للتحاور مع شركات الحليب، أو عقد لقاء وطني حول هذا الموضوع، في حين ارتأى آخرون الاستمرار في تزويد الشركات المشار إليها نظرا لأهمية مداخيل هذا المنتوج بالنسبة إلى صغار مربي الأبقار الحلوب، مطالبين في الوقت ذاته بتشكيل لجنة للتفاوض مع كل الأطراف المعنية بهذا الموضوع، وإلغاء الضريبة المطبقة على الأعلاف بالنسبة لهم، وفي المقابل دعا عدد من الحاضرين إلى المرور إلى إيجاد بدائل للأعلاف المركبة نظرا لغلائها، باعتماد زراعات كلئية رغم تأثيرها على الدورة الزراعية التي يقتات منها معظم مربي الأبقار، وفي الوقت ذاته دعا رؤساء التعاونيات شركات الحليب للرفع من مقابل حصولها على الحليب من مربي الأبقار. وخلص هذا الجمع الاستثنائي إلى تكوين لجنة تواصلية للتحاور مع كل الأطراف المعنية، تضم في عضويتها عبد العزيز لطيفي، نور الدين البحبوحي من جهة دكالة عبدة، وأحمد المنفلوطي وعلي فلفلي والأديبي رشيد من جهة الشاوية ورديغة، والشماخ عبد الواحد وخلف مصطفى من جهة الدارالبيضاء الكبرى، إلى جاني الاتفاق على إحداث وحدة صناعية مستقلة إنتاج الحليب، وخلق اتحاد للتعاونيات والجمعيات الفاعلة في هذا المجال، مع المطالبة في انتظار ذلك برفع ثمن الحليب عند تسليمه لشركات إنتاجه. كما حدد المجتمعون موعدا لاحقا للنظر في تقدم تطبيق هذه التوصيات.