سجلت نسبة الإقبال على القناة الأولى أدنى مستوياتها، منذ الانطلاقة الرسمية للقياس الرقمي لنسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية بالمغرب، في مارس 2008. من سيتكوم 'بنات للا منانة' (خاص) وكشفت الحصيلة الأسبوعية الأخيرة لقياس نسب المشاهدة في المغرب أن نسبة المشاهدين الذين تابعوا القناة الأولى تدنت إلى 7.1 في المائة في الفترة الممتدة من فاتح إلى 7 غشت الجاري، رغم ارتفاع ساعات المشاهدة الخاصة بالفرد المغربي إلى 3 ساعات و58 دقيقة مقابل (3 ساعات و6 دقائق) في الفترة ذاتها من الشهر الماضي. وأكدت أرقام تقرير مؤسسة "ماروك ميتري"، الخاص بالأسبوع الأول من الشهر الجاري، أن 48.7 في المائة من المشاهدين المغاربة تابعوا برامج قنوات القطب العمومي باستثناء "ميدي 1 تي في"، مقابل 51.3 في المائة لباقي القنوات الفضائية في أوقات البث العادية. وأفادت الحصيلة أن القناة الثانية استقطبت لوحدها 37.7 في المائة من المشاهدين المغاربة خلال أوقات البث العادية، محققة تفوقا كبيرا على القناة الأولى، التي لم تتجاوز نسبة الإقبال على برامجها 7.1 في المائة، متفوقة بدورها على باقي القنوات المحلية (2.8 في المائة للمغربية، و1.1 في المائة لباقي القنوات الخمس الأخرى، بما فيها "الأمازيغية" و"الرياضية"). وحسب الأرقام الواردة أعلاه، فإن القناة الأولى سجلت أدنى مستويات الإقبال على برامجها مقارنة مع الفترات السابقة، رغم مراهنتها على العديد من الأعمال الرمضانية، خصوصا الكوميدية، التي يبدو أنها لم ترق إلى مستوى تطلعات المشاهدين المغاربة. ولم تستطع الأعمال الخمسة الأكثر مشاهدة بالقناة (الأعمال الرمضانية الجديدة)، الوصول إلى حاجز المليوني مشاهد، رغم الحملات الإعلامية المكثفة التي أطلقتها القناة للتعريف ببرامجها الجديدة خلال شهر الصيام، واعتمادها على وجوه كوميدية معروفة، مثل محمد الجم، وعبد الله فركوس وآخرين، كما لم تستطع جذب سوى 8.4 في المائة من المشاهدين في أوقات الذروة، ما يعني أنها خسرت سباق رمضان. بالمقابل، سجلت القناة الثانية "دوزيم" تقدما كبيرا في أوقات الذروة (54.5 في المائة)، بفضل برامجها الرمضانية، التي احتلت قائمة الأعمال الخمسة الأولى الأكثر مشاهدة، خصوصا برنامج "جار ومجرور"، الذي استقطب 64.6 في المائة من المشاهدين المغاربة (حوالي7 ملايين و884 ألف مشاهد)، متقدما على سيتكوم "كلنا جيران"، الذي حل في الرتبة الثانية (حوالي 7 ملايين و952 ألف مشاهد). وحلت السلسلة الكوميدية "بيه فيه" في المرتبة الثالثة (6 ملايين و110 آلاف مشاهد)، بينما حلت سلسلة "بنات للا منانة" في الرتبة الرابعة بفارق بسيط، لم يتجاوز 5 آلاف متفرج، في الوقت الذي لم تحقق سلسلة "الديوانة" لحسن الفد وعبد القادر السيكتور، ما كان منتظرا منها، إذ اكتفت بالمركز الخامس ب5 ملايين و574 ألف متفرج فقط. وفي تعليقه على هذه الأرقام، قال الناقد الفني المغربي أحمد سجلماسي، في تصريح ل"المغربية"، إنه "كمتتبع يقظ لبرامج التلفزيون المغربي منذ سنوات"، يرى أن "برمجة رمضان لهذه السنة فيها الغث والسمين، المفيد والتافه، القديم والجديد، الممتع وغير الممتع. وبما أن أذواق المشاهدين مختلفة ومتباينة فكل مشاهد يبحث عما يمتعه ويتماشى مع ذائقته الفنية واهتماماته ومستواه الثقافي. هناك مجهود مبذول في القناتين لا يمكن إنكاره على مستويات الإنتاج والإبداع وتنويع المواد، لكن من الضروري إعادة النظر في سياسة التلفزيون الإنتاجية وتطهير هذه المؤسسة الإعلامية من الدخلاء والسماسرة والمافيات المتحكمة في دواليب تنفيذ الإنتاج، إذ لا يعقل أن تظل الشركات نفسها مسيطرة على كعكة البرامج الرمضانية، في غياب أي قانون يحمي الفنانين والمشاهدين من الرداءة والتفاهة".