يعيش إقليم طاطا منذ حلول فصل الصيف انقطاعات متوالية للتيار الكهربائي لأسباب يجهلها السكان، ويضطرون إلى تحمل الحرارة المفرطة، التي تناهز في الإقليم 50 درجة، وتزداد وطأتها مع شهر رمضان، بعد أن تتوقف المكيفات الهوائية عن الاشتغال، وكذا الثلاجات المعتمدة في تبريد وحفظ المواد الغذائية بالمحلات التجارية. وقال سعيد انخيلي، فاعل جمعوي، إن "معاناة سكان الإقليم مع التيار الكهربائي خلال هذا الفصل ليس حدثا جديدا، بل هو مشكل قائم منذ سنوات، يدفع بالسكان إلى تحمل تبعاته باستمرار، دون أن تتخذ الإجراءات اللازمة للتخلص منه، رغم تقديم شكايات ومراسلات للمكتب الوطني للكهرباء بالإقليم". وأضاف نخيلي، في تصريح ل"المغربية"، أن توالي انقطاع الكهرباء، يؤثر سلبا على الحياة اليومية للمواطنين، إذ يحرمون من تبريد احتياجاتهم الاستهلاكية، في ظل ارتفاع الحرارة، وتفسد السلع والمواد الغذائية والأطعمة في المنازل والمحلات التجارية، مع تخريب الأدوات والأجهزة المنزلية المعتمدة على الكهرباء. في السياق ذاته، أفاد مصدر مطلع أن بعض السكان لا يتوصلون في أحيان كثيرة بفواتير الكهرباء، ويضطرون إلى أداء مصاريف جزافية، لأن تحديد حجم الاستهلاك يكون تقديريا. وأضاف أنه سبق لبعض السكان أن احتجوا على الفواتير المرتفعة، لتقدم لهم مبررات باستعمالهم المفرط للمكفيات، وإن كان هذا الاستعمال لا يجري بشكل مستمر، بحكم الانقطاع المتوالي للكهرباء، خاصة في فصل الصيف. وطالبت جمعيات مدنية في الإقليم بتخفيض سعر الكهرباء كدعم جزئي للسكان في محنتهم مع الانقطاع المتكرر للكهرباء، بعد اضطرارهم إلى الاستعانة بالمكيفات وبعض الأجهزة الكهربائية (التلفاز والمذياع)، في غياب مرافق اجتماعية وترفيهية. كما دعت إلى تعويض أصحاب المحلات التجارية، الذين يتكبدون خسائر في منتجاتهم وسلعهم، المتأثرة بارتفاع الحرارة طيلة فصل الصيف. وحاولت "المغربية" الاتصال بالمكتب الوطني للكهرباء بطاطا، للاستفسار حول مشكل السكان مع الكهرباء، إلا أن الاتصالات المتكررة ظلت محصورة في رنات دون مجيب.