قال وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، عبد القادر اعمارة٬ أن استراتيجية المغرب في مجال تطوير قطاع صناعة الطيران مكنت من وضع المملكة في صميم اهتمام كبريات الشركات العاملة في هذا المجال. وأوضح اعمارة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ على هامش مشاركة المغرب في معرض فارنبوروغ الدولي لصناعة الطيران٬ الذي افتتح يوم الاثنين المنصرم، بمنطقة هامبشاير (50 كلم من غرب لندن)٬ أن جاذبية المملكة ترسخت باعتبارها وجهة جديدة لهذا القطاع المتطور. وقال إن مشاركة المغرب في المعرض٬ الذي يعد ثاني أكبر موعد للمهنيين في مجال الطيران بعد بورجيه (فرنسا)٬ تندرج في إطار استراتيجية المملكة الرامية لاستقطاب الشركات الكبرى في القطاع٬ مذكرا بأن المغرب يضع صناعة الطيران من بين القطاعات ذات الأولوية، في إطار استراتيجيته التنموية. ومكنت هذه الاستراتيجية٬ التي نالت إشادة من مكاتب الأبحاث المتخصصة والمؤسسات ذات الصلة٬ المغرب من جذب أكثر من 100 شركة تعمل حاليا في المملكة٬ وخلق أكثر من 9 آلاف منصب عمل وإنجاز رقم معاملات للتصدير تجاوز المليار دولار. وقال اعمارة إن قرار مصنع الطائرات العالمية٬ بومبارديي٬ إحداث معمل في المغرب يشكل "رسالة قوية أخرى" حول جاذبية المملكة٬ مشيرا إلى أن وصول هذا المرجع الكبير إلى السوق المغربي سيعطي دفعة لهذه الصناعة في المغرب. وأضاف أن مشاركة المغرب في معرض فارنبوروغ تشكل فرصة لإقامة اتصالات مع الأسماء الكبيرة في هذه الصناعة والتعريف بإمكانيات المغرب والمزايا التنافسية التي يقدمها للصناعيين٬ خاصة على مستوى الموارد البشرية ذات التأهيل العالي٬ والمناطق الصناعية والبنية التحتية المخصصة للاستيراد والتصدير. وأضاف اعمارة٬ الذي أجرى سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين سامين في الشركات الكبرى على غرار "بوينغ" و"إيرباص" و "بومبارديي"٬ "جئنا إلى فارنبوروغ لعرض هذه المزايا المؤكدة لبلد هو امتداد لأوروبا ويوفر الظروف الملائمة للقطاع الصناعي للعمل في ظروف مواتية ومفيدة جدا ". وأظهرت هذه المقابلات٬ كما قال المسؤول٬ أن "المغرب يوجد بالفعل في صميم اهتمام" هذه الشركات الكبيرة. وقال اعمارة إن المملكة تتموقع بشكل جيد في خريطة الطيران العالمية٬ وإنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لتعزيز هذه الصورة الإيجابية٬ مشددا على أن المغرب بدأ في جني ثمار الاستراتيجية الجاري تنفيذها في هذا القطاع الواعد. وأضاف أن المغرب يأمل٬ خلال السنوات القليلة المقبلة٬ في تعزيز مكانته في هذا القطاع٬ وتسجيل دخوله حيز المهن الجديدة في مجال صناعة الطيران٬ مبرزا أن المغرب يطمح لإحداث مراكز البحث في هذا القطاع المتطور. ويشارك المغرب في المعرض البريطاني بجناح يمتد على مساحة 150 مترا مربع٬ا ويتيح للمهنيين الحصول على معلومات عملية شاملة حول المنجزات التي أحرزها المغرب في هذا القطاع، من خلال ممثلي الوكالة المغربية للتنمية والاستثمارات ومجموعة الصناعات المغربية للطيران. وأوضح حميد بن براهيم الأندلسي، رئيس هذه المجموعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن قاعدة صناعة الطيران المغربية ستحتضن من الآن فصاعدا مراكز حقيقية للامتياز توفر إطارا تنافسيا عبر الامتداد الطبيعي لأوروبا. وقال إن مشاركة المغرب في معرض فارنبوروغ تندرج في إطار برنامج تطوير والنهوض بقطاع صناعة الطيران الوطني٬ مشيرا إلى أن المغرب بصدد مباشرة مرحلة جديدة للقاعدة قائمة على تنويع أسواق ومهن صناعة الطيران. وأضاف الأندلسي أن المغرب يسعى اليوم إلى تملك مهن أخرى ذات ارتباط بمهن الطيران ومن ضمنها الأمن والدفاع وأنظمة الالكترونيك المتطورة٬ والمواد المركبة٬ مؤكدا أن اللقاءات المنعقدة على هامش معرض فارنبوروغ ٬ مع مسؤولي شركات عالمية معروفة٬ كشفت آفاقا على أكثر من مستوى. وقال إنها تشهد على السمعة التي حصلها المغرب في هذا القطاع والاهتمام المتنامي للمجموعات العالمية الكبرى بالمملكة. وبالعودة إلى السوق البريطاني٬ ذكر رئيس "جيماس" بتوقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة (أ دي إيس ) البريطانية المتخصصة في صناعة الطيران والدفاع والأمن٬ تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون بين المجموعتين، من خلال القيام بمبادرات مشتركة بين المجموعتين، وتعزيز المبادلات في هذا المجال الاستراتيجي. وقال إن هذا النوع من الاتفاقات مهم للنهوض بالمبادلات بين البلدين٬ معربا عن تفاؤله بآفاق التعاون بين المغرب وبريطانيا في مجال صناعة الطيران. ويعتبر معرض فارنبوروغ٬ الذي تحتضنه منطقة غرب لندن ما بين 9 و15 يوليوز٬ بمشاركة العديد من البلدان بما فيها المغرب٬ إلى جانب معرض بورجيه (فرنسا) أكبر موعد في مجال صناعة الطيران على المستوى العالمي يتقدم من حيث الأهمية على معرضي سنغافورة ودبي. ويهدف هذا المعرض٬ الذي جرت دورته الأولى سنة 1948، إلى أن يكون منبرا للفاعلين في مجال تصنيع وتجهيز الطائرات وأيضا لشركات الطيران. وسجلت الدورة الأخيرة لهذا المعرض٬ التي جرت أطوارها في يوليوز 2010، رقما قياسيا في عدد الطلبات٬ ناهزت في مجموع قيمتها أكثر من 62 مليار دولار موزعة على 830 طائرة تم تقديم الطلب بشأن تصنيعها. واستأثر بهذه الحزمة من الطلبات٬ التي بلغت 30 مليار دولار، منذ اليوم الأول من المعرض٬ عملاقا صناعة الطيران "ايرباص" و"بوينغ". وحسب المنظمين٬ ستشهد هذه الدورة٬ رغم تزامنها مع أجواء عالمية مطبوعة بالأزمة المالية والانكماش الاقتصادي٬ ارتفاعا في عدد المشاركين٬ خاصة من البلدان الصاعدة. يشار إلى أن القطاعات البريطانية للصناعات المتصلة بالفضاء والطيران والدفاع توفر أكثر من مليون منصب شغل بعائدات تصل٬ على مستوى الصادرات من معدات وخدمات٬ إلى أكثر من 22 مليار جنيه استرليني. وتخصص المملكة المتحدة٬ التي تحتل المرتبة الأولى في أوروبا والثانية في العالم بعد الولاياتالمتحدة في مجال الصناعات المرتبطة بالفضاء والدفاع٬ أكثر من ثلاثة ملايير جنيه استرليني سنويا للبحث العلمي في هذا المجال.