ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للاأسماء، رئيسة مؤسسة للاأسماء للأطفال الصم، أمس الأربعاء بالرباط، حفل نهاية السنة الدراسية 2011-2012 بالمؤسسة . واستهل هذا الحفل، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، رتلتها إحدى تلميذات المؤسسة، ثم ألقيت كلمة ترحيبية بصاحبة السمو الملكي الأميرة للاأسماء، باسم المؤسسة، عبر فيها مصطفى فتوح، مسؤول بيداغوجي بها، عن عميق الاحترام وخالص التقدير والامتنان لما توليه سموها للأطفال الصم من عطف ورعاية. وأكد كريم الصقلي، رئيس مؤسسة للاأسماء للأطفال الصم، في كلمة بهذه المناسبة، أن المؤسسة، التي تعد مركزا مرجعيا رائدا في المغرب، والتي أرست منذ أزيد من 40 سنة، التعليم الابتدائي للأطفال الصم، ستمكن اعتبارا من الدخول المدرسي المقبل، ولأول مرة في المغرب، تلامذتها من الاستفادة من التعليم الإعدادي والثانوي من أجل الحصول على شهادة البكالوريا. ولإنجاح هذا المشروع، قال الصقلي، فإن المؤسسة تعول بالخصوص على دعم وزارة التربية الوطنية لتضع رهن إشارتها أساتذة من التعليم الثانوي. وأشار إلى أنه من أجل إعداد التلاميذ لهذه المرحلة من التعليم، جرى هذه السنة إحداث القسم السادس من التعليم الابتدائي، الذي سيمكن لأول مرة ستة من تلاميذ المؤسسة من اجتياز الامتحان الوطني للحصول على شهادة التعليم الابتدائي. وأعرب، في هذا الصدد، عن شكره لمديرية الأكاديمية الجهوية للتعليم بالرباط، ونيابة وزارة التربية الوطنية، اللتين عملتا على تكييف الامتحان الوطني مع الحاجيات الخاصة لتلاميذ المؤسسة. وفي ما يخص التكوين المهني بالمؤسسة، ذكر الصقلي أنه إلى جانب ورشات التطريز والخياطة والحلاقة والتجميل والفنون التشكيلية، جرى هذه السنة إطلاق ورشتين، تهم الأولى الفنون الغرافيك، اعتمادا على الحاسوب، وينشطها تلميذ سابق بالمؤسسة، وتهم الثانية الطبخ، مبرزا أن هذه الورشات ستمكن من تحقيق اندماج سوسيو مهني ذي جودة عالية. وأشار في هذا السياق إلى أنه جرى الانتهاء من الأشغال الرئيسية الخاصة بمركز الأميرة للاأسماء الجديد للأطفال والشباب الصم، في حين ستنطلق قريبا الأعمال المتعلقة بالتجهيزات الدراسية والبيداغوجية والتقنية الخاصة بالمركز، بمشاركة شريكين جديدين وهما "ماروك تيليكوم" و"ريضال". وأبرز أن النمط الجديد، الذي يعمل وفقه المركز، وتزايد أعداد التلاميذ، التي تتراوح ما بين 120 و200 تلميذ، تطلب وضع استراتيجية تربوية وبيداغوجية جديدة على المدى القصير، وهو ما يستدعي قيام تعاون وشراكة مع كل من وزارة التربية الوطنية، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ووزارة التشغيل والتكوين المهني، ووزارة الصحة . وتبعا للتقليد الذي سارت عليه المؤسسة، خلال السنوات الماضية، يضيف الصقلي، جرى توزيع محفظات على كافة التلاميذ، مذكرا كذلك بالالتفاتة الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي قدم لتلاميذ المؤسسة كميات مهمة من المواد الغذائية، جرى توزيعها على 120 من أسر تلاميذ المؤسسة بحضور أعضاء المجلس الإداري للمؤسسة. وأضاف أن عددا من تلاميذ المؤسسة شاركوا في حفل الجليد المنظم بمركز "ميغا مول"، بحضور أزيد من 300 متفرج بأداء أغنية "إيماجين"، لجون لينون بالإشارات، وكذا من خلال المشاركة في تحكيم مباراة "الهوكي" على الجليد. وخصص عائدات بيع تذاكر الدخول إلى الحفل، والتي قدرت بحوالي 50 ألف درهم للمؤسسة . وأشار كذلك إلى مشاركة تلميذات المؤسسة في السباق النسوي للعدو الذي تنظمه العداءة السابقة نزهة بيدوان، مما مكن التلميذات من الاندماج في محيط لم يتعودن عليه واكتساب الثقة في النفس، فضلا عن مشاركة تلاميذ المؤسسة في دوري لكرة القدم نظمته سفارة هولاندا. وتميز هذا الحفل، أيضا، بتقديم مجموعة من تلاميذ المؤسسة لمسرحيتي "قمر، حسام والغول"، و"سندريلا"، وأغنية "إماجين"، لمجموعة "جون لينون" بالإشارات. إثر ذلك، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاأسماء، بتوزيع جوائز تقديرية على التلاميذ المتفوقين قبل أن تقوم سموها بجولة في معرض ضم لوحات وإبداعات يدوية من فن التطريز والتزيين والديكور من إنجاز تلميذات وتلاميذ المؤسسة.