شاركت الفنانة المغربية، كريمة الصقلي، في "أوبريت" افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في دورته الحالية، إلى جانب أزيد من أربعين فنانا من مختلف أنحاء العالم، يمثلون ثقافات متعددة. ونجحت كريمة الصقلي، بشكل لافت من خلال صوتها الرخيم، في إنشاد مقاطع لقصائد عربية تحتفي بروح الشاعر الفارسي عمر الخيام، نالت من خلالها تصفيق الجمهور العريض، الذي حج إلى باب الماكينة لمتابعة حفل افتتاح الدورة 18 للمهرجان. "المغربية" التقت الفنانة المغربية كريمة الصقلي وأجرت معها، على هامش هذا المهرجان، هذا الحوار. ما هو إحساس كريمة الصقلي وهي تشارك في حفل افتتاح مهرجان فاس؟ نعم، أنا مغربية وأحمل الثقافة المغربية على كتفي، مشاركتي في افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة شرف كبير بالنسبة إلي، خاصة أن المهرجان سنح لي اقتسام الثقافة المغربية مع عدة ثقافات عالمية، كانت لدي الكثير من التجارب خارج المغرب وداخله في هذا السياق، لقد مثلت المغرب وثقافته في عدة مناسبات بدول عربية عديدة، كلبنان ومصر، وكذا ببلدان أوروبا وأمريكا، وها هي الفرصة تتاح لي في مهرجان فاس لتمثيل الثقافة المغربية في هذا المهرجان العالمي، حيث قبلت الدعوة في فعالياته دون تردد، خاصة أن فاس تشكل العاصمة الثقافية للمغرب، وأنا أعتز وأفتخر، من خلال هذه المناسبة، باقتسام ثقافتنا المغربية مع الآخر. ماذا عن مشاركتك في حفل تكريم عمر الخيام، الشاعر الكبير، صاحب الرباعيات الشهيرة؟ عمر الخيام فيلسوف ومفكر ومتصوف إنساني، وما جعله يُعرف أكثر وأعطاه هذا اللمعان على الصعيد العالمي، هو أعمال الترجمة التي حظيت بها أشعاره لمختلف اللغات، فأنا لي الشرف الكبير أن أحتفي بروح هذا المرجع العظيم في الفكر الفلسفي، الذي نتقاسم معه عدة قيم أؤمن بها، نحن لدينا، مثلا، الولي الصالح سيدي أحمد الشرقي، الذي يقول "أنا ماني فياش، أش علي مني، نقلق من رزقي، لاش والخالق يرزقني"، هذه الفكرة توجد كذلك عند عمر الخيام، الذي يقول "لا تفكر في الغد، فكر فقط في هذه اللحظة"، بمعنى هو خلقني الآن ورزقني الآن، كيف له ألا يرزقني غدا، إذن الرسالة هي معروفة، يجب فقط أن نبرز هذا الفكر الموجود عند السلف الصالح. في ملحمة عمر الخيام لافتتاح مهرجان فاس، أديت عدة مقاطع شعرية حول الشاعر عمر الخيام، ومثلت الثقافة المغربية والعربية من خلال تأديتي لأشعار دينون المصري، من قصيدته "حبك قد أرقني". بعد مشاركتك في مهرجان فاس، إلى أين ستكون وجهة كريمة الصقلي؟ كانت لي أعمال ومواعيد فنية مكثفة في الآونة الأخيرة، سواء في المغرب أو خارجه، لقد شاركت في افتتاح مهرجان موازين على مسرح النهضة مع الفنان اللبناني الكبير مروان خوري، اقتسمت معه عروضا مغربية محضة، وفي كل المواضيع الفنية، العاطفي والروحاني والوطني، الآن أفكر في أخذ عطلة لأستريح ببلدي المغرب، قبل أن أعود لأواصل اشتغالي على ألبومين، الأول تحت عنوان "الحب الشريف"، مع الموسيقي رشيد زروال، والثاني هو تجديد لعملي الفني "ليلى"، الذي كان لي الشرف أن أفتتح به مهرجان فاس سنة 2000، وهو عبارة عن عمل مشترك حول حوار الحضارات مع الأخ سعيد الشرايبي، في شهر نونبر ستكون لي رحلة إلى فيلادلفيا بالولاياتالمتحدة، لحضور عدة مناسبات فنية، سأعمل من خلالها على إيصال رسالة الموسيقى الأندلسية المغربية والموشحات الأندلسية العربية، وستكون مناسبة لأتحدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الثقافة والموسيقى المغربية بصفة عامة. من هم الفنانون المغاربة، سواء كتاب الكلمات أو الملحنين، الذين ترتاح كريمة الصقلي في التعامل معهم؟ اشتغلت مع عدة شعراء مغاربة، منهم الأستاذ عبد الرفيع الجواهري، ومع عدد من الملحنين كسعيد الشرايبي، وعزيز حسني، وعبد العاطي أمنا، ونعمان لحلو. الفنانون المغاربة الذين تعاملت معهم هم كثيرون، لا يسع الوقت لذكر أسمائهم جميعا، منهم من هو في حاجة لكي يعطيه الإعلام المكانة التي يستحقها. ما هي الأنماط الموسيقية التي تجد الصقلي نفسها فيها أكثر؟ أجد نفسي في اللحظة التي أقدم فيها عملا فنيا معينا، سواء كانت أغنية عاطفية، أو روحانية، أو وطنية، الأساسي بالنسبة إلي أن يكون الفنان مؤمنا بما يفعله، حتى ينجز عمله على أحسن وجه، كما عليه أن يحترم الجمهور الذي يتقاسم معه اللحظة الفنية، حتى تكون الثقة متواصلة على الدوام. حدثينا عن كريمة الصقلي، المرأة المغربية؟ المرأة المغربية، أول شيء، هي الكرامة، هي الثقافة، هي النور، المرأة المغربية هي كبرياء جميل جدا، وهي ذات تربية، نقول في المغرب، المرأة هي ابنة أمها، فهي تدخل للمطبخ، وتعمل كل ما يمكن أن يسعد أسرتها، المرأة المغربية تتميز بأشياء وخصال جميلة جدا.