أدت الزيادة في أسعار المحروقات إلى رفع عشوائي لتسعيرة النقل في بعض الخطوط بمدينة الدارالبيضاء، وأثارت انتقادات بين مهنيي النقل، الذين يطالبون بسعر مهني للبنزين كما أدت إلى غضب المواطنين وسخطهم. وعاينت "المغربية" مشاداة بين مواطنين وسائقي سيارات الأجرة، صباح أمس الثلاثاء، في شارع الجيش الملكي، بعد اعتداء مواطنة على سائق "طاكسي"، رفع تعريفة النقل بدرهم واحد في الخط الرابط بين هذا الشارع ومنطقة زناتة، وتطلب الأمر تدخل عناصر الأمن للحيلولة دون تطور الوضع إلى الأسوأ. وعبر مجموعة من المواطنين، في تصريحات ل"المغربية"، عن رفضهم رفع تعريفة النقل بحجة الزيادة في المحروقات، وعللوا سخطهم وغضبهم بارتفاع التعريفة أصلا، فيما يرى سائقو سيارات الأجرة أنه كان من الضروري رفع تسعيرة النقل في الخط نفسه من خمسة إلى ستة دراهم، بعد الزيادة في سعر المحروقات ثلاث مرات على التوالي. وقال التجاني زهود، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لسيارات الأجرة والنقل فرع آنفا، في تصريح ل"المغربية"، إن السائقين العاملين بالخط الرابط بين وسط المدينة وزناتة قرروا زيادة درهم واحد، دون التشاور مع الهيئة النقابية، وعزا هذه الزيادة إلى ضعف الدخل اليومي لسائقي سيارات الأجرة، مقابل ارتفاع ساعات العمل، وارتفاع تكاليف الغازوال، وواجب كراء المأذونيات. وخلفت هذه الزيادة ردود أفعال مختلفة بين نقابات النقل، إذ قال محمد الحراق، الكاتب العام للنقابة الوطنية لسيارات الأجرة (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل)، إن "الزيادة، التي قررها بعض مهنيي النقل عشوائية، لأنها يجب أن تكون بتنسيق مع جميع الهيئات الممثلة لجميع الفئات العاملة في القطاع على الصعيد الوطني، والخطوة الأولى للرد على الزيادة في أسعار المحروقات، هي مواجهة الحكومة". من جهته، استبعد شعيب مبروك، الكاتب الوطني للاتحاد العام الديمقراطي للشغالين، الزيادة في تعريفة النقل، وقال، في تصريح ل"المغربية"، إنه يرفض "الحلول الترقيعية، لأن الزيادة لها تأثير مباشر على المواطنين، خاصة الفئات الفقيرة"، وأكد أنه يجب الضغط على الحكومة لإيجاد حلول جذرية للمشكل. وقرر سائقو سيارات الأجرة تنظيم وقفات احتجاج بمدينة الدارالبيضاء، غدا الخميس، في جميع محطات سيارات الأجرة، لمطالبة الحكومة بالتراجع عن الزيادة في المحروقات، بدعوة من الاتحاد العام للمقاولات والمهن بالمغرب. وقال عبد الهادي صمد، الكاتب الجهوي لقطاع سيارات الأجرة في الاتحاد العام للمقاولات والمهن بالمغرب، إن مهنيي النقل يطالبون الحكومة بالتراجع عن الزيادة في المحروقات، أو تحديد تسعيرة خاصة للعاملين بقطاع النقل. وأوضح صمد، في اتصال مع "المغربية"، أنه يرفض حاليا مقترح الزيادة في أسعار النقل، لأن "المواطن سيكون هو من سيؤدي ثمن غلاء المحروقات، وبالتالي، يجب على الحكومة أن تسعى إلى توفير سعر خاص بمهنيي النقل، كما هو الشأن في عدد من الدول الأوروبية". وأوضح أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالب المواطنين، وفي غياب الدعوة للحوار مع الحكومة، سيوجه الاتحاد رسالة إلى والي جهة الدارالبيضاء، بعد جمع عام مقرر الاثنين المقبل، للتنسيق في رفع أسعار النقل، وتحديد الزيادة حسب المسافات وأصناف وسائل النقل. وأفاد الاتحاد العام للمقاولات والمهن بالمغرب، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن المجلس الجهوي، المجتمع يوم 4 يونيو الجاري، قرر تنظيم وقفة احتجاج إنذارية يوم 7 يونيو الجاري في جميع محطات وقوف الطاكسيات بمدينة الدارالبيضاء، يعبر من خلالها المهنيون عن رفضهم القاطع للزيادة في أسعار المحروقات، ويطالبون الحكومة بالتراجع الفوري عنها".