انعقد، بمدينة الداخلة، يوم الجمعة الماضي، المنتدى الجهوي لوادي الذهب لكويرة، حول سياسة المدينة. وأفاد بلاغ لوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذا اللقاء يهدف إلى فسح المجال من أجل المشاركة الفعالة في البناء المشترك لمرتكزات وطرق تفعيل الاستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة على مختلف المستويات الترابية، كما تروم هذه المقاربة توطيد دعائم الحكامة الترابية الجيدة. وأضاف المصدر أن هذه المبادرة تأتي في سياق تنفيذ مقتضيات البرنامج الحكومي، الذي أقر، في جزئه المتعلق بقطاع السكنى والتعمير وسياسة المدينة، بضرورة العمل على بلورة وتفعيل مقاربة عمومية إرادية وتشاركية بخصوص سياسة المدينة، قائمة على التقائية التدخلات، بهدف تقوية القدرة الاستيعابية للمجالات الحضرية والقروية، وجعلها أكثر قدرة على إنتاج الثروة وتحقيق النمو، بما يحقق الاندماج المجالي والتماسك الاجتماعي، من أجل تنمية بشرية مستدامة وعادلة . وأشار البلاغ إلى أن وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، وتنفيذا لهذه الالتزامات، بادرت بالدعوة إلى لقاءات جهوية للحوار والتشاور، بمشاركة مختلف المتدخلين والمعنيين، من فاعلين عموميين مؤسساتيين، ومنتخبين وفاعلين خواص ومجتمع مدني، قصد الإسهام بآرائهم واقتراحاتهم في إغناء مشروع أرضية "الاستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة"، التي عرضت للمصادقة في إطار منتدى وطني للحوار، تتويجا للقاءات التشاورية الجهوية التي انعقدت طيلة ماي الجاري. وتلتزم الحكومة بوضع استراتيجية وطنية لسياسة المدينة، تستند إلى مبادئ الحكامة الجيدة، للتغلب على الاختلالات، من أجل وضع وتوطيد نمو متماسك، ومندمج، ودائم للمدن، ومواكبة نمو المدن الجديدة. وبمبادرة من وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، فإن التشاور الوطني حول سياسة المدينة، يشكل فرصة لتبادل وتقاسم مع مختلف الفاعلين للمدينة بمانفيهم المواطن، لبناء مشترك لسياسة المدينة مستدامة وتشاركية. وتمتد جهة وادي الذهب-الكويرة على مساحة شاسعة، تبلغ 142 ألفا و865 كلم مربع، أي ما يعادل 20 في المائة من المساحة الإجمالية للبلاد. وتتكون الجهة من إقليمين و13 جماعة، بينها جماعتان حضريتان. ويبلغ معدل التمدن بها 84.7 في المائة. كما أنها تعرف تمركزا كبيرا على مستوى مدينة الداخلة التي تضم حوالي 80 في المائة من سكان الجهة. كما عرفت المدينة نموا ديمغرافيا قويا، صاحبه نمو صناعي كبير، ما جعلها العاصمة الاقتصادية على مستوى الجهة، وأصبحت وجهة سياحية رئيسية على المستوى الوطني والعالمي. وكانت الداخلة أعلنت المدينة 39 بدون صفيح على الصعيد الوطني، يوم 27 يناير 2010. وتعرف دينامية حضرية، تتجسد انطلاقا من المشاريع والبرامج التنموية الحضرية الممتدة من سنة 2009 إلى 2012 والذي فاق المبلغ المخصص له (300 مليون درهم)، بهدف التأهيل ومعالجة الاختلالات الحضرية، وإدماج الأحياء الناقصة التجهيز داخل النسيج الحضري. ويهدف هذا البرنامج إلى إعطاء القيمة المعمارية والحضرية للمجالات العمومية، من خلال وضع تجهيزات مهيكلة، من قبيل تأهيل المدخل الشمالي للمدينة، وتجهيز مناطق النشاط الاقتصادي والصناعي، مع الحفاظ على البيئة، بإنشاء محطات لمعالجة المياه المستعملة. لكن، ورغم التقدم الذي تعرفه مدينة الداخلة، فإنها تعاني مجموعة من الاختلالات، منها ما هو متعلق بغياب مركز متعدد الاختصاصات ومهيكل للمدينة، ومنها ما هو متعلق بانتشار جيوب السكن المهدد بالانهيار داخل الأحياء المركزية القديمة.