أفادت مصادر طبية "المغربية" أن أطباء المركز المغربي للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية يحذرون من الاستعمال العشوائي لمراهم موجهة لعلاج بعض أعراض الزكام عن طريق استنشاق مكوناتها بينما توجه أخرى للاستعمال الموضعي لمقاومة آلام العضلات والمفاصل، بكل من الركبة والرقبة والظهر، المعروفة عموما باسم "الروماتيزم"، لخطورتها على الصحة، بسبب الجهل بمصدرها وبتركيبتها. وحث المركز على رفع مستوى التحسيس والتوعية، سواء وسط مهنيي الصحة أو عموم المواطنين، ودعوة إلى الجهات المعنية لتعزيز المراقبة على بيع هذه المواد، سيما أنه سبق إشعار المركز بوفاة شخصين، في يناير الماضي بمراكش، نتيجة استعمالها لمنتوج طبي، على شكل مرهم يسمى "روب"، معلب في قارورة من فئة 25 غراما، يباع في الشارع العام بأثمنة تتراوح بين 15 و20 درهما. وذكرت المصادر أن أطباء المركز الوطني لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية استندوا في لفت انتباه عموم الناس إلى مخاطر مرهم "روب"، لما يحتويه من مواد تهدد الصحة، قدموا تفاصيلها في آخر دورية علمية، صادرة عن المركز. وتفيد التحاليل المخبرية أن مرهم "روب" يتكون من "ساليسيلات الميثيل"، و"المنثول"، والكافور، التي تتسبب في الإحساس بالحرارة، ويمكن أن تعطي حالة من التقيؤ، والهلوسة البصرية، والهذيان، ومشاكل في الدماغ، وظهور أعراض الصرع، مع انخفاض في ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب، وحدوث فشل في الجهاز التنفسي. أما مادة "الميثينول"، فتعرف بسرعة امتصاصها من قبل الجلد، وبالتالي، تتحول إلى "حمض الساليسيليك"، الذي يمكن أن يتسبب في تسمم مزمن أو خطير. وذكرت المصادر أن الأدبيات الطبية العالمية تفيد أن تعرض الأطفال لمثل هذه المواد، يسبب لهم مشاكل صحية خطيرة جدا، إذ سبق تسجيل وفاة أحد الرياضيين (17 سنة)، لدى وضعه مرهما مكونا من مادة "ميثيلساليسيلات" على جسمه بشكل متكرر، في محاولة لمقاومة آلام المفاصل. ويبرز الجدول السريري أن حدوث التسمم بالمادة، يعطي أعراضا متمثلة في الشعور بألم وقيء، وارتفاع في درجة الحرارة، وترنح، وتشنجات، وهذيان، وانقباض الحدقة، والدخول في غيبوبة، أو ضيق في التنفس، وتشنج قصبي، وزرقة، انخفاض ضغط الدم. أما باقي مكونات المرهم، فهي من "لوكاليبتوس" و"المينثول"، التي يمكن أن تكون، أيضا، السبب في فرط الحساسية الجلدية، واضطرابات دماغية، ومشاكل تنفسية، مع تسجيل وفيات بواسطة مادة "لوكاليبتوس".