انتفض سكان جماعة تزارت القروية بدائرة التوامة في إقليمالحوز، بشكل تلقائي، بعد تشييع جثمان مواطن، كان لقي حتفه، مساء السبت الماضي، وهو يحاول جلب الماء إلى منزله، قبل أن ينقلب عليه جرار كان يستعمله لهذا الغرض، الأمر الذي اعتبره الغاضبون نتيجة لمشكل انعدام الماء الذي يعانونه منذ سنوات. وحسب مصادر مطلعة، فإن الغاضبين قرروا تنظيم مسيرة على الأقدام في اتجاه ولاية مراكش، عبر الطريق الرابطة بين قلعة السراغنة، مرورا بمركز سيدي رحال، احتجاجا على "واقع التهميش والعزلة، وسياسة الآذان الصماء، التي ينهجها المسؤولون في مواجهة مطالب المواطنين". ولم تفلح المساعي الحميدة لممثلي السلطات المحلية في ثني المحتجين عن مواصلة احتلال الشارع العام، والتخفيف من حدة الاحتقان، وامتصاص غضب المتظاهرين، الذين ازداد حماسهم وعزمهم على مواصلة الاحتجاج إلى حين الاستجابة لمطالبهم، المتمثلة في تسريع وتيرة الأشغال لتزويد السكان بالماء الصالح للشرب، والحفاظ على الثروة المائية لعين تزارت، كإرث تاريخي وطبيعي يستفيد منه السكان، بعد ربط منازلهم بالماء الشروب، دون تدخل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في مياه العين المذكورة. كما يطالب السكان بالإبقاء على ثلث صبيب مياه عين تزارت، التي يستفيد منها سكان دوار أولاد علي، بعد التقسيم دون زيادة في ذلك، وإيجاد حل لمشكل الأراضي الفلاحية المسماة "لكشريد"، مع صرف تعويضات للفلاحين المتضررين من "الرعي الجائر لرعاة أولاد علي". ويعاني مركز تزارت القروي، الذي يناهز سكانه نحو 3 آلاف نسمة، منذ سنوات مشكلا في الماء الصالح للشرب، علاوة على أن مشروع تزويد المركز بالماء الذي أنجزه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ورغم اكتماله لم يستفد منه السكان بسبب تأخر عملية الربط التي كانت من المقرر أن تتم قبل 31 مارس الماضي. وكان السكان وهيئات المجتمع المدني، بعثوا قبل أيام بعرائض استنكارية إلى عامل إقليمالحوز، ووالي جهة مراكش تانسيفت الحوز، ورئيس الجهة، نددوا من خلالها بما أسموه أشكال التهميش والتماطل والضرر التي لحقتهم جراء استمرار الجهات المسؤولة في نهج سياسة صم الآذان تجاه مطالبهم التي وصفوها بالمشروعة.