نظمت الجمعية الجهوية لمنتجي الحبوب ببرشيد في الآونة الأخيرة، يوما دراسية هم مجموعة من الجوانب المتعلق بتأطير الفلاحين والدفاع عن مصالحهم وأفاد سفيان عبود، عضو الجمعية، أن الغاية من هذا اللقاء تكمن في ضرورة التقييم المستمر لأوضاع الفاعلين في هذا المجال، ومتابعة تطورات الموسم الفلاحي، مع إيجاد تدارس الحلول الكفيلة بتجاوز المشاكل المطروحة، بشراكة مع كافة المتدخلين. عقدتم في الآونة الأخيرة ندوة تناولتم خلالها عدة نقط تهم القطاع الفلاحي، ما هي الخلفية من ذلك؟ *بالفعل، جرى تنظيم هذا اليوم الدراسي في هذا الوقت بالتحديد، نظرا لما عرفته بلادنا هذه السنة من جفاف، وحاولنا من خلال هذا اللقاء تدارس ما يمكن اتخاذه من أجل التصدي لمخلفات هذه الظاهرة، وانعكاساتها. ما هو تقييمكم لوضع قطاع الحبوب بعد فترة الجفاف؟ *ما يمكن قوله عن قطاع الحبوب في ظل تأخر التساقطات المطرية، التي استمرت طيلة ثلاثة أشهر، هو أن القطاع يعرف تحركا على مستوى التنظيم، إذ أن إطلاق مشروع المغرب الأخضر بقطاع الحبوب بمنطقة الشاوية، كان حافزا مهما دفع بالفلاحين إلى الانخراط بالجمعية، من أجل ضمان حقوق الفلاح، ولذا فإننا نرى أنه إذا كان الجفاف قد أثر على المحصول الزراعي لهذه السنة، فإن القطاع ربح تنظيما اسمه الجمعية الجهوية لمنتجي الحبوب. ما هي المشاكل التي تطرح أمام جمعية مكثري الحبوب؟ *حقيقة أن لكل قطاع مشاكله، لكن المشاكل التي تعترضنا نحن في الجمعية الجهوية لمنتجي الحبوب، هي مشاكل مرتبطة بشكل كبير بالإمكانيات جزء منها مادي، والجزء الآخر لوجيستيكي. أما الجزء المادي فيتعلق بمديونية القرض الفلاحي اتجاه الفلاح، التي تعود إلى سنوات الجفاف، التي عرفتها بلادنا في ثمانينيات القرن الماضي، إذ أن الفلاح لم يقو على الالتزام بتسديد ديونه، نظرا لتوالي سنوات الجفاف، الشيء الذي توقفت معه آلة الإنتاج لدى الفلاح، لكن نسبة الفوائد لم تتوقف بالنسبة له، وهو ما نود أن يدخل في خانة التقادم وتسقط هذه الديون عن الفلاحين، الذين لم يعودوا يتوفرون اليوم على إمكانيات الاستثمار. وهناك الجزء الثاني المتمثل في الإمكانيات اللوجستيكية، التي بدأت تعرف تطورا من خلال الإعانات التي تمنحها وزارة الفلاحة، رغم أنها مازالت تسير بوتيرة بطيئة. لذا، فإننا بالجمعية الجهوية لمنتجي الحبوب لجهة الشاوية نرى أن الإشارات، التي أرسلتها الحكومة على لسان رئيسها عبد الإله بنكيران، جرى التقاطها من طرف الفلاح بارتياح كبير، خصوصا عندما يتحدث عن إرجاع الفلاح إلى مكانته التي يستحقها، وهذا ما نراه نحن داخل الجمعية برد الاعتبار. كيف تنظرون إلى الحلول التي تطرحها الحكومة لمعالجة انعكاسات الجفاف؟ نعتقد داخل الجمعية الجهوية لمنتجي الحبوب، أن الحلول التي جاءت بها الحكومة لمعالجة انعكاسات الجفاف، والمتعلق في الوقت الراهن فقط بمربي الماشية، من خلال تقديم الدعم في الشعير والأعلاف المركبة، تعتبر أمرا جميلا نتمنى أن يستمر طيلة أشهر هذه السنة، وحتى بداية السنة الفلاحية المقبلة. أما في ما يتعلق بمنتجي الحبوب، فإن الحكومة لم تتكلم إلا في مجال الإسراع بصرف واجبات التأمين، وهي مشكورة على ذلك، لكن لم يتحدث أحد حتى اليوم عن البذور، التي سيكون الفلاح في حاجة ماسة لها السنة المقبلة، خصوصا أنها ستعرف عملية استيراد بنسبة كبيرة تفوق كل التوقعات، كما ألا أحد تحدث عن أثمنة الأسمدة. وما هي الحلول التي تقترحونها؟ لذا، فإننا نطالب من الحكومة وضع برنامج شمولي للسنة الفلاحية 2012- 2013، تشرك فيه جميع المتدخلين، بهدف المساهمة في وضع أجندة محددة تعنى بكل ما قد يعترض السير الجيد للموسم المقبل بحول الله.