احتفلت الشغيلة المغربية، أمس الثلاثاء، بعيدها الأول، في ظل الدستور الجديد، الذي رسم خريطة الأدوار التي يجب أن تطلع بها النقابات في الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفئات التي تمثلها. كما أن هذا الاحتفال يأتي بعد تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، التي بنت برنامجها على توفير الحماية الاجتماعية، وتعزيز التضامن. وكعادته، لم يترك رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية هذه المناسبة تمر دون أن يسجل حضوره فيها، إذ خطف بنكيران الأضواء خلال المسيرة العمالية المنظمة من قبل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بشارع أبي شعيب الدكالي، بمقاطعة الفداء بمدينة الدارالبيضاء. وكان حضور عبد الإله بنكيران إلى جانب محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في مقدمة المسيرة، فرصة لعدد من المواطنين للاقتراب منه، ومنحه مجموعة من الشكايات والرسائل التظلمية. وقال الأمين العام للعدالة والتنمية إن "مشاركته اليوم في مسيرة الاتحاد الوطني للشغل ترد له بعض الأمل، وتقول له لا تلتفت إلى المناورات". وفي شارع الجيش الملكي، كانت الحكومة محط هجوم من الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الذي قال "المغرب لا يسير نحو الخروج من مفترق الطرق الحالي، لأن الحكومة الجديدة أرادت أن يستمر في تجربة غير واضحة المعالم، ومؤسسة على الادعاءات والوعود، وعلى إطلاق الشعارات الشعبوية". الكونفدرالية الديمقراطية للشغل حولت بدورها مكان احتفالها بدرب عمر إلى منصة لإطلاق الصواريخ نحو الحكومة، التي أكد عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للنقابة، أنها "لم تلتزم في أول لقاء مع النقابات على مبدأ التفاوض، والإشراك الكلي والفعلي في كل القضايا والمطالب التي تهم الحوار الاجتماعي"، مبرزا أنه "عوض استمرار اللجنة الوطنية في التفاوض حول المطالب المادية، والاجتماعية، والمهنية للعمال والموظفين، وكل الفئات والقطاعات، اختصرت الحكومة الحوار الاجتماعي في جلستين مع وزير الوظيفة العمومية وتحديث القطاعات". حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وجه، بدوره، عبارات نارية صوب الحكومة الحالية، مطالبا إياها بتفعيل إجراءات سريعة لطمأنة الشغيلة المغربية على ترقياتها وحوافزها، وتحسين أجورها وضمان شروط مناسبة للعمل. وأضاف زعيم المركزية المقربة من حزب الاستقلال، أن الحكومة الحالية مطوقة بأصوات الناخبات والناخبين من الطبقة الشغيلة، الذين يقدرون بالملايين، والذين ينتظرون أن يحسوا ويعيشوا هذا العهد الجديد في حياتهم اليومية، في المعمل، والإدارة، والورشة، بتثبيت شروط العمل اللائق، والاطمئنان على منصب الشغل مع الأجر الكافي المساير للحياة، وبالاطمئنان على الحريات النقابية وممارستها كاملة في ظل القوانين. ولم تخرج الفدرالية الديمقراطية للشغل من "الصفوف المنتقدة"، إذ أنها شنت هجموا شرسا على الحكومة، منددة في الوقت نفسه ب "الحرب التي تشنها الحكومة على الحق في الإضراب، وقمع الاحتجاجات والإضرابات، والتهديد بالاقتطاعات من أجور المضربين". ورفعت الشغيلة الفدرالية، التي نظمت استعراضا للقطاعات المشاركة في الاحتفال، بشارع الفداء بدرب السلطان، لافتات تعبر عن مطالبها بتحسين أوضاعها المادية، والاجتماعية، والمهنية.