نظمت السلطات المغربية، بدعم من نظيرتها الفرنسية، والجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، والجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب، صباح أول أمس السبت، بحديقة عرصة البيلك بساحة "جامع الفنا"، حفل إحياء الذكرى الأولى للاعتداء الإرهابي على مقهى أركانة والذي خلف 17 ضحية مغاربة وأجانب، من بينهم ثمانية فرنسيين، تكريما لأرواح الضحايا الأبرياء. وحضر الحفل مسؤولون مغاربة ومنتخبون وممثلون عن الجمعيات المغربية والفرنسية لضحايا الإرهاب، وعائلات الضحايا من مختلف الجنسيات، من ضمنهم أسر الضحايا الفرنسيين٬ الذين تكلفت وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسية بنقلهم إلى المغرب. وخيمت أجواء روحانية على حفل إحياء الذكرى الأليمة للحادث الإرهابي، الذي هز في 28 أبريل من السنة الماضية، مقهى أركانة بساحة جامع الفنا، وخلف جراحا نفسية من الصعب أن تندمل بسهولة، في حين جرى تزيين ساحة "جامع الفنا" التي صنفت كتراث عالمي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، بمختلف أنواع الورود تعبيرا عن التسامح والسلام الذي ترمز إليه الساحة العالمية. واستحضر المشاركون في الحفل٬ بكل تأثر وإكبار٬ أرواح الضحايا، الذين مستهم أيادي الغدر والعدوان، بعمل إرهابي شنيع٬ استهدف مقهى "أركانة" بساحة "جامع الفنا"، القلب النابض لمدينة مراكش. وشهد الحفل، الذي حضره مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، وامحند العنصر، وزير الداخلية، وميشال ميرسي، وزير العدل الفرنسي، الذي مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في إحياء ذكرى ضحايا الاعتداء الإرهابي على مقهى "أركانة"، إضافة إلى بعض الهيآت الدبلوماسية، (شهد) تدشين نصب تذكاري يحمل أسماء الضحايا، وغرس شجرة زيتون كرمز للسلام. وتوجت التظاهرة المخلدة لهذه الذكرى الأليمة، بوضع أكاليل من الزهور مصحوبة بالنشيد الوطني لدول الضحايا٬ وإطلاق 17 حمامة في الجو من طرف رواد الحلقة بجامع الفنا يتقدمهم الحكواتي محمد باريس، للتأكيد على نبذ الإرهاب والعدوان والإجرام٬ والدعوة إلى الإخاء والمحبة والسلام٬ وإشاعة مشاعر التفاؤل والأمل في المستقبل، وتوجيه رسالة واضحة للإرهابيين مفادها أن الشعب المغربي عامة والمراكشيين على وجه الخصوص يرفضون كل أشكال الإرهاب، وينددون بكل عمل يراد من ورائه المس بأمن وسلامة واستقرار المغرب، وأن الإرهاب لن يوقف كل أنواع الفرجة التي وجدت في ساحة "جامع الفنا" المتميزة. وكانت مقهى "أركانة" التي تتوسط ساحة "جامع الفنا" الشهيرة، اهتزت في 28 أبريل من السنة الماضية، على وقع انفجار عنيف خلف مقتل 17 شخصا، بينهم 8 فرنسيين، ومغربيان، وكنديان، وبريطاني، وسويسري، وروسي، وبرتغالي وهولندي. وفي سياق متصل، نظمت الجمعية المغربية لضحايا وأصدقاء أركانة، بمشاركة مع عدد من الفنانين والرياضيين، المغاربة والأجانب، وفعاليات المجتمع المدني بساحة "جامع الفنا"، ومختلف الهيئات النقابية والحقوقية، مساء أمس الأحد، بساحة 16 نونبر بحي جيليز، أمسية فنية، احتفالا بالذكرى الأولى للعملية الإرهابية، التي استهدفت مقهى أركانة بساحة جامع الفناء، القلب النابض لمدينة مراكش، أحياها فنانون من المغرب ومصر، من قبيل عبد العالي الغاوي، والبشير عبدو، ورشيد برياح، ومجموعة جيل جيلالة، ورشيدة طلال، وسمير صبري، وتيسير فهمي، وإسلام نجيب، وسوزان الهوى، لتوجيه رسالة التضامن والتسامح والتعايش السلمي بين جميع الأديان ومختلف الحضارات. في المقابل، نظمت جمعية 28 أبريل لمقهى "أركانة"، التي ينضوي تحت لوائها مستخدمو وضحايا المقهى، برنامجا ثقافيا ودينيا، واسعا لإحياء الذكرى السنوية الأولى، انطلق من زيارة ترحم لقبر زميلهم ياسين البوزيدي، النادل الذي قضى في التفجير الإرهابي، مع إحياء حفل ديني وندوة فكرية للتحسيس بخطورة الإرهاب، وأسدل الستار على التظاهرة بتقديم عرض مسرحي بعرصة الحامض بباب دكالة لتجسيد الحدث لحظات العمل الإرهابي، الذي أراد من خلاله الفاعلون تحويل ساحة "جامع الفنا" الفنية والثقافية، إلى مسرح للموت والدمار، ونشر قيم الكراهية والحقد بكل ما تحفل به عنصرية مقيتة، ونبذ ثقافة التسامح والعيش المشترك.