أغنية جون لينون نجم فرقة البيتلز، التي تغنت بالحياة، ونددت بالإرهاب وثقافة الحروب والموت، قبل أن تمتد يد الغدر لتغتال صاحبها، ستشكل فاتحة حفل إحياء ذكرى التفجير الإرهابي،الذي ضرب ساحة الفرجة والفن بمراكش. فيما سيعمل أطفال في عمر الزهور، على توزيع باقات الورد على أسر وأصدقاء ضحايا هذا العمل الإجرامي، مع عملية زرع رمزية لشجرة زيتون، ووضع نصب رخامي تذكاري للضحايا المغاربة والأجانب،الذين قضوا في لحظة جنون إرهابي، حاول اغتيال الفرحة وضرب جامع الفنا، كساحة للعيش المشترك، والتقاء الأديان والأجناس. الحفل الذي ستحتضن أطواره صباح يومه السبت، فضاءات عرصة البيلك، “بجامع الربح”، سيحضره أزيد من 100 مشارك من أسر الضحايا،قادمين من مختلف بلدان المعمور: فرنسا، سويسرا، هولندا، كندا، تتقدمهم بعض الوجوه السياسية المعروفة على الصعيد الدولي، كوزير العدل الفرنسي، ومستشار الرئيس الفرنسي، رفقة بعض الوجوه الوزارية المغربية كوزير الداخلية امحند العنصر ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات. برنامج حافل سيستعيد من خلاله المشاركون وأسر الضحايا، لحظات يأس قاتلة رفرف خلالها شبح الإرهاب، على فضاءات ساحة جامع الفنا المصنفة كتراث شفوي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، لم يفرق خلالها بين مسلم ومسيحي ويهودي، أو بين طفل وشيخ، ورجل وامرأة، وامتد ليطال الأجنة في الأرحام، ضاربا بذلك مثلا صارخا بأن الإرهاب لا دين ولا وطن له. بالموازاة مع الحفل الرسمي، ستلتئم كوكبة من الفنانين العرب والمغاربة، لتقديم وصلات غنائية بفضاء ساحة16 نونبر، لتخليد الذكرى الأليمة، في إطار الحفل الذي ستسهر على تنظيمه الجمعية المغربية لضحايا وأصدقاء “أركانة”، وفعاليات المجتمع المدني بساحة جامع الفنا، وبعض الهيئات الحقوقية والنقابية، حيث سيتوجه المشاركون بعدها صوب مقهى أركانة” لتنظيم وقفة رمزية، وبعث” رسالة تدعو إلى وحدة والتضامن، والتعايش السلمي بين جميع الأديان وشعوب العالم. جمعية 28 أبريل لمقهى “أركانة”، التي ينضوي تحت لوائها مستخدمو وضحايا المقهى، رسمت بدورها برنامجا ثقافيا ودينيا، واسعا لإحياء الذكرى السنوية الأولى، تنطلق من زيارة ترحم لقبر زميلهم ياسين البوزيدي النادل الذي قضى في التفجير الإرهابي، مع إحياء حفل ديني وندوة فكرية للتحسيس بخطورة الإرهاب، ليكون مسك الختام، تقديم عرض مسرحي لتجسيد الحدث لحظات العمل الإرهابي، الذي أراد من خلاله الفاعلون تحويل شعلة الساحة الفنية والثقافية، إلى مسرح للموت والدمار، ونشر قيم الكراهية والحقد بكل ما تحفل به عنصرية مقيتة، ونبذ ثقافة التسامح والعيش المشترك.