بتدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الخميس، بجماعة الشلالات(عمالة المحمدية)، للمركب الصناعي للصلب "المغربية للصلب"، الذي يعد مشروعا ضخما يندرج ضمن سلسلة من الوحدات الإنتاجية المماثلة، أضحى المغرب يتموقع بقوة في سوق إنتاج الصلب والمواد المعدنية، لاسيما على المستويين الإقليمي والقاري. ويأتي هذا المشروع الوازن، الذي تطلب استثمارات بقيمة 5,7 ملايير درهم، لتلبية حاجيات السوق الوطنية من الحديد، لاسيما أن الطلب على هذه المادة المهمة ارتفع من 974 ألف طن سنة 2000 إلى مليونين و200 ألف طن سنة 2008. كما سيمكن من الاقتصاد بكيفية ملموسة في حجم العملة الصعبة الموجهة لاستيراد الصلب من السوق العالمية، وبالتالي تقليص الأعباء، التي تتحملها ميزانية الدولة في هذا المجال. لكن أهمية هذه المنشأة الصناعية النموذجية تبرز بشكل أكبر من خلال مساهمتها المرتقبة في تعزيز صادرات المملكة من الصلب إلى مختلف دول المعمور، علما أن شركة "المغربية للصلب"، التي تأسست سنة 1975، حاضرة على مستوى السوق العالمية للصلب، بتصديرها لأزيد من 60 في المائة من إنتاجها إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ( قرابة 50 بلدا). ويندرج هذا المشروع، الذي يعتبر بمثابة حجر الزاوية في المنطقة الصناعية "بلاد الصلب"، التي تمتد على مساحة 130 هكتارا، ضمن مسلسل عصرنة الوحدات الإنتاجية وإحداث أخرى جديدة من طرف شركة "المغربية للصلب"، لاسيما من خلال إنجاز أفرنة جديدة وتحسين خطوط إنتاج الصفائح المعدنية والرقي بجودة منتوجاتها التي تتمثل، على الخصوص، في الصفائح الفولاذية المدرفلة على الساخن وتلك المدرفلة على البارد، والصفائح المجلفنة، والصفائح المطلية، والألواح العازلة. وتكمن القيمة المضافة العالية، التي ستميز منتوجات مركب صناعة الصلب بالمحمدية، في حرص شركة "المغربية للصلب"، أكبر مزود للسوق المغربية بمنتجات الصلب المسطحة، على تزويد هذه المنشأة بوسائل تقنية حديثة تمكنها من زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وخفض التكلفة، سعيا منها إلى إرضاء الزبناء، ومختلف الشركاء، والفاعلين في القطاع. وإلى جانب قيمتها الاقتصادية الكبيرة، تضطلع هذه المنشأة الصناعية بأدوار اجتماعية مهمة، تتجلى على الخصوص، في تشغيلها لأزيد من 2000 شخص، من مهندسين وتقنيين وعمال، علما أن "المغربية للصلب"، حرصت خلال المراحل الأربع من إنجاز هذا المركب على تزويده بكافة المرافق الاجتماعية والترفيهية الكفيلة بتوفير ظروف نموذجية للاشتغال. وخلال مختلف مراحل إنجاز المشروع، أخذ القائمون على إنجازه، المعطى البيئي بعين الاعتبار، عبر التدبير المحكم للمقذوفات السائلة والغازية والحرص على تزويد المركب بمساحات خضراء، تجسيدا لثقافة "المقاولة المواطنة"، التي أضحت خيارا استراتيجيا بالنسبة لمعظم المقاولات والمؤسسات الصناعية الوطنية. ويأتي هذا المشروع الواعد، الذي ينسجم مع رؤية "الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي"، لتزويد الأوراش المفتوحة عبر مختلف جهات المملكة بمواد الصلب، التي تدخل في عدد من الاستعمالات المهمة، لاسيما في قطاع البناء والأشغال العمومية، وبالتالي سد الخصاص في هذا المجال الحيوي. هكذا، وبالنظر إلى حجم هذا المشروع الصناعي المهيكل، يكون المغرب انتقل إلى مرحلة متقدمة جدا في مسلسل تفعيل استراتيجيته الصناعية، سعيا منه إلى الرقي بأداء اقتصاده وتعزيز تنافسيته، في أفق الظفر بمكانة مركزية ضمن أبرز الاقتصادات الصاعدة على المستوى العالمي.