أكد رئيس الحكومة المستقلة لجزر الكناري، باولينو ريبيرو باوطي٬ يوم الجمعة المنصرم، أن حكومة أرخبيل الكناري تؤيد حلا لقضية الصحراء "في إطار التفاهم". وأوضح ريبيرو باوطي، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر سفارة بلاده في الرباط، أنه في إطار "علاقات المودة والاحترام التي تربط جزر الكناري بالمملكة المغربية٬ فإن الحكومة المستقلة للأرخبيل تؤيد حلا لقضية الصحراء في إطار التفاهم" بين الأطراف المعنية٬ مضيفا أن هذا الموقف يتناغم مع السياسة الخارجية للمملكة الإسبانية. من جهة أخرى٬ نوه رئيس حكومة جزر الكناري بزيارته للمغرب، مجددا عزم حكومته على العمل مع المملكة المغربية "بما يخدم مصلحة" الطرفين٬ وكذا على مأسسة العلاقات الثنائية في إطار لجنة مشتركة لن تقتصر مهامها على تتبع المشاريع الثنائية ولكن ستعكف كذلك على تحديد المشاريع الاستراتيجية، وذلك في سياق لقاءات دورية. في هذا الإطار٬ أعلن ريبيرو باوطي أن لقاءات أولية بين رجال أعمال من الجانبين ستعقد في الأسابيع القليلة المقبلة بهدف تنفيذ بعض من هذه المشاريع٬ من قبيل تحلية مياه البحر وتربية الأحياء المائية وغيرها٬ معبرا عن إعجابه بالسياسية البيئية التي تنهجها المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالطاقات النظيفة. وفي سياق تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة والأرخبيل الإسباني٬ سجل المسؤول الكناري ارتفاع عدد الرحلات الرابطة بين جزر الكناري ومدينتي العيون ومراكش٬ علاوة على افتتاح خط يربط بين جزر الكناري ومدينتي الدارالبيضاء وأكادير، ابتداء من فاتح ماي المقبل٬ فضلا عن المشاريع التي ستشمل جهة أكادير٬ خاصة ميناء هذه المدينة، الذي سيتحول إلى مرفأ لعبور سفن سياحية عملاقة عابرة للقارات٬ مما سيجعله ينافس أكبر موانئ المنطقة. كما أكد أن الحكومة المستقلة لجزر الكناري ستعمل على إقامة 20 مشروعا بالمغرب ما بين سنتي 2012 و2013، باستثمار إجمالي يبلغ 14 مليون أورو. وعلى صعيد العلاقات بين برلماني المملكة وجزر الكناري٬ قال رئيس الحكومة المحلية إنه جرى الاتفاق مع رئيس مجلس النواب، كريم غلاب٬ على تكوين لجنة مشتركة برلمانية٬ لمباشرة التعاون القائم بين حكومة جزر الكناري والمملكة٬ مضيفا أنه ستوجه، في هذا الصدد، دعوة رسمية لرئيس البرلمان الكناري لتشكيل هذه اللجنة٬ مما سيمكن من تعزيز مختلف أوجه التعاون بين جزر الكناري والمغرب. وكان وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، قال، يوم الجمعة المنصرم، بالرباط، إن العلاقات المغربية الإسبانية تشهد تطورا "إيجابيا ومهما جدا". وأكد العثماني في تصريح للصحافة، عقب لقائه مع رئيس الحكومة المحلية لجزر الكناري، باولينو ريبيرو باوطي، الذي يوجد حاليا في زيارة للمغرب، حرص الجانبين على أن تكون علاقاتهما الثنائية على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي"جيدة"، مبرزا أن زيارة المسؤول الكناري للمملكة تشكل مناسبة لإعطاء انطلاقة لمجموعة من برامج التعاون بين جزر الكناري والمغرب عموما، وجهة سوس ماسة درعة بشكل خاص. ووصف العثماني زيارة المسؤول الكناري ب"المهمة"، مؤكدا أنها تأتي في سياق تشهد فيه العلاقات المغربية الإسبانية "مزيدا من التحسن"، ليس فقط على المستوى السياسي بل، أيضا، على المستوى الاقتصادي والثقافي وخاصة مع جزر الكناري. وأضاف العثماني أن الزيارة ستعطي دفعة جديدة للمشاريع الاقتصادية والاستثمارية لجزر الكناري في المغرب، خاصة في جهتي سوس ماسة درعة، والساقية الحمراء ووادي الذهب. كما أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى وجود حركة طيران مهمة بين جزر الكناري ومدينتي العيون ومراكش، بينما ستنطلق أيضا رحلات بين هذه الجهة الإسبانية والدارالبيضاء "مما يعكس جودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا". وكان باولينو ريبيرو باوطي، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب استقبل٬ يوم الخميس المنصرم٬ بالقصر الملكي بالدارالبيضاء، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ وتشمل زيارته أيضا لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة.