بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ جرت تعبئة ثلاث طائرات لنقل مساعدات إنسانية مهمة إلى النيجر لدعم جهودها في معالجة وضعية اللاجئين الماليين. وعلم من مصدر دبلوماسي أن طائرة أولى توجهت٬ أمس الأحد٬ إلى النيجر٬ بينما أقلعت طائرتان أخريان خلال الساعات المقبلة. وتعكس هذه المبادرة النبيلة النهج الثابت للمملكة٬ الذي ما فتئت تبديه على الدوام في علاقاتها مع البلدان الإفريقية٬ في الالتزام التضامني والأخوة. وتندرج هذه المساعدات المغربية٬ التي تتكون من 14 طنا من المواد الغذائية٬ في إطار الجهود التي تبذلها المملكة لدعم النيجر في هذه المحنة٬ وتماشيا مع سياستها التضامنية تجاه البلدان والشعوب الإفريقية. وتأتي هذه المبادرة٬ التي جاءت عقب الأحداث التي ما تزال تعيشها مالي٬ بعد المبادرة التضامنية المماثلة التي قام بها المغرب عقب سلسلة الانفجارات التي وقعت، أخيرا، في برازافيل٬ عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي هذا الصدد٬ كان جلالة الملك أمر بإرسال مساعدة طبية وإنسانية عاجلة٬ وإقامة مستشفى ميداني عسكري لتقديم العلاجات الطبية اللازمة للسكان المتضررين من هذا الحادث المأساوي. وفي التوجه نفسه٬ ومنذ الأيام الأولى للأزمة الإنسانية للاجئين على الحدود التونسية - الليبية في مارس 2011، قام المغرب بإرسال مساعدات عاجلة للتخفيف من معاناة هؤلاء اللاجئين. وتشتمل هذه المساعدة الإنسانية٬ على الخصوص٬ على كميات مهمة من الأغذية والأدوية والأجهزة الطبية٬ فضلا عن وحدة طبية تتكون من 25 طبيبا في مختلف التخصصات، وفريق شبه طبي. ولم تكن هذه المبادرة النبيلة شيئا جديدا بالنسبة إلى بلد انخرط٬ في وقت مبكر٬ في مسار دائم للبحث عن نقاط التفاهم والوفاق والحوار والتضامن والتعاون والانفتاح. ويشهد على ذلك البعثات الأممية التي انخرط فيها المغرب٬ من الصومال إلى كوسوفو مرورا بكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويبقى المغرب٬ القوي بهذه الدينامية٬ سباقا في نهج مقاربة جديدة في المحافل الدولية٬ ويتجلى ذلك في دعوته إلى إحداث بنك إفريقي للتضامن الغذائي. كما تبقى المملكة٬ التي كانت وراء التعاون العربي الإفريقي، المقرر في قمة الرباط سنة 1974، وفية لجذورها الإفريقية ولامتداداتها المغاربية والعربية والإقليمية٬ وفق مسار مركزي ومنفتح على المنتظم الدولي.