سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلالة الملك اختار بوضوح الإنصات للشباب المغربي ولمجتمع مدني دينامي ومنخرط رئيس البرلمان الأوروبي: بقاء الوضع على ما هو عليه في قضية الصحراء لم يعد مقبولا
أشاد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، بحكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس "الذي اختار بوضوح الإنصات للشباب المغربي ولمجتمع مدني دينامي ومنخرط". وقال شولز٬ في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها للمغرب٬ إن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس اختار بوضوح الإنصات للشباب المغربي ولمجتمع مدني دينامي ومنخرط". وأوضح أن الاحتجاجات الشعبية بالبلدان العربية حركتها التطلعات نفسها٬ خاصة تلك التي عبر عنها الشباب التواق للعيش في إطار الحرية والكرامة٬ مشيرا إلى أن هذه الفئة٬ تتطلع أيضا إلى المشاركة بشكل نشيط في الحياة السياسية والاقتصادية لبلدانها. وقال إنه بالمقابل "كان رد السلطات مختلفا٬ وتراوح بين اللجوء إلى القمع الوحشي والانفتاح الذي يستحق التنويه". واعتبر المسؤول الأوروبي٬ أنه بالنسبة للمغرب "فإن اقتراح دستور جديد لقي دعما واسعا من خلال صناديق الاقتراع"٬ كما أن نتائج الانتخابات رسخت مسلسل انتقال ديمقراطي وشفاف"٬ مسجلا أن "أكبر تحد يواجهه المغرب في الوقت الراهن يكمن في تنزيل المقتضيات الجديدة الواردة في الدستور، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي والإداري والاجتماعي". واعتبر شولز أنه يتعين على الحكومة الجديدة مواجهة العديد من التحديات٬ منها نسبة البطالة، خاصة في صفوف الشباب ومحاربة الأمية واللامساواة والفقر والرشوة٬ داعيا إلى مواصلة العمل على طريق الإصلاحات الشجاعة. وأكد رئيس البرلمان الأوروبي أنه "يتعين على المغرب مواصلة الإصلاحات الشجاعة التي جرى القيام بها في العديد من المجالات"٬ معتبرا في هذا السياق أن الانتخابات والمراجعة الدستورية شكلتا مرحلتين مهمتين على درب دمقرطة الحياة السياسية٬ إلا أن الطريق مازال طويلا، ويتعين مواصلته. من جهة أخرى، أكد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، أن البرلمان الأوروبي "متمسك بقوة"، بشراكة مع المغرب تقوم على أساس أفعال ملموسة٬ بدليل التصويت الإيجابي لصالح تحرير تجارة المنتوجات الفلاحية والصيد البحري. وأوضح شولتز٬ أن التصويت الإيجابي لصالح الاتفاقية الفلاحية المغرب- الاتحاد الأوروبي "أكد أن نوايا البرلمان الأوروبي إزاء المغرب جادة، وأننا نرغب في شراكة تقوم على أساس أفعال ملموسة، وليس فقط على أقوال". وقال إن "هذا التصويت كان صعبا بالنسبة لبعض زملائي٬ فترددهم كان مبررا بالتخوف من أن يؤدي فتح السوق أمام المنتوجات المغربية إلى منافسة منتوجات مماثلة لبعض المنتجين الأوروبيين". وبخصوص رفض البرلمان الأوروبي لاتفاقية الصيد البحري المغرب- الاتحاد الأوروبي٬ أوضح شولتز أن هذا الرفض "يعود لأسباب شكلية أكثر مما هي قانونية أو اقتصادية". وقال "إننا في حاجة لاتفاقية تكون مستدامة اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا من أجل مصلحتنا المتبادلة". وفي إشارة إلى الانتداب الجديد للمفوضية الأوروبية للتفاوض بشأن اتفاقية جديدة للصيد البحري٬ أكد رئيس البرلمان الأوروبي أنه "يبقى متفائلا بأن تفضي هذه المفاوضات إلى نتيجة إيجابية في إطار اتفاق جديد للصيد البحري بين الجانبين". وسجل شولتز أن التصويتين حول اتفاقية الصيد البحري والاتفاقية الفلاحية "يدلان جيدا على أن البرلمان الأوروبي متمسك بقوة بالشراكة مع المغرب٬ ولكن في إطار علاقة جادة تحترم القانون". كما أكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن إحياء اتحاد المغرب العربي مرحلة ضرورة ولا غنى عنها لتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة٬ مشيدا في هذا السياق بالجهود المبذولة لتفعيل الاندماج المغاربي . وأشار شولتز إلى أن "البرلمان الأوروبي ليس فقط مع إحياء اتحاد المغرب العربي٬ وإنما يراه مرحلة ضرورية ولا غنى عنها لتعزيز النمو في المنطقة بكاملها". وأعرب عن الأسف لكون ضعف العلاقات التجارية داخل المنطقة "يشكل معوقا حقيقيا" لتنميتها وتطويرها٬ موضحا أن التطور الكبير الذي شهده الاتحاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية٬ ساهم فيه بشكل كبير ارتفاع مستوى المبادلات التجارية بين بلدان الاتحاد٬ وهو ما خلق نموا مطردا خلال أكثر من ثلاثة عقود. ودعا المسؤول الأوروبي بحماسة إلى "تخيل مغرب عربي يكون بمقدور المواطن فيه أن يسافر بحرية من بنغازي إلى الرباط٬ وما من عراقيل فيه للتجارة العابرة للحدود٬ وحيث البنى التحتية متطورة والمشاريع الكبرى للطاقة والماء ممولة ومتطورة ويجري تدبيرها جماعيا". وسجل شولتز٬ الذي يرى أن "الثقة هي محرك الاقتصاد والتجارة"٬ أن مؤهلات التعاون والتكامل كبيرة بين دول المنطقة. وقال المسؤول الأوروبي إن "السياق الحالي للربيع العربي والأولوية التي يقتضيها تعزيز الديمقراطية والحكامة الجيدة وضمان العيش الكريم للمواطنين٬ سيمكن من بعث مناخ إقليمي جديد للتعاون والتفاهم"٬ معبرا من هذا المنظور عن إشادته بالجهود المبذولة لإحياء الاندماج المغاربي. وبخصوص قضية الصحراء، صرح رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، أن بقاء الوضع على ما هو عليه في قضية الصحراء "لم يعد مقبولا بتاتا"، مؤكدا أن منطقة المغرب العربي برمتها ستكون مستفيدة من تسوية هذه القضية في إطار مسلسل سياسي. وقال شولتز إن "بقاء الوضع على ما هو عليه (في قضية الصحراء) لم يعد مقبولا بتاتا٬ وليس هناك أدنى شك من أن منطقة المغرب العربي برمتها ستكون مستفيدة من تسوية هذه القضية في إطار مسلسل سياسي". وذكر شولتز بموقف البرلمان الأوروبي القاضي بدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي في البحث عن حل عادل ومقبول من الطرفين لقضية الصحراء. وأكد أن الاتحاد الأوروبي "يأمل في التوصل إلى حل متوافق في شأنه ومقبول من الطرفين٬ ويدعم بشكل كامل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس". ووصف رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب٬ أول وجهة للدعم المالي في إطار السياسة الأوروبية للجوار٬ ب "الممتازة". وأكد شولتز أن "العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي ممتازة"٬ مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي "يعد أول شريك تجاري للمغرب وأول وجهة للدعم المالي في إطار سياستنا للجوار". وأوضح أن المغرب أبان خلال العشرية الأخيرة عن إرادة سياسية قوية للتقارب مع الاتحاد الأوروبي٬ مضيفا أن هذه الإرادة تجسدت من خلال منح المغرب وضعا متقدما سنة 2008. وأشار رئيس البرلمان الأوروبي إلى أن المفاوضات حول مخطط العمل الجديد المتعلق بالوضع المتقدم يجري استكمالها٬ معربا عن ثقته الكاملة في مستقبل العلاقات الثنائية التي تبقى ذات أولوية استراتيجية. وقال إن المغرب استطاع مقاومة الظرفية الاقتصادية الصعبة، من خلال تحقيقه لنمو جيد خلال السنوات الأخيرة٬ مضيفا أن مؤشرات الانتعاش الاقتصادي بأوروبا من شأنها أن تكون مفيدة أيضا بالنسبة للاقتصاد المغربي بالنظر لعلاقاتنا الوثيقة. وبعد أن أكد أن التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي لا ينحصر في المجال الاقتصادي٬ ركز شولتز على ضرورة تعزيز الحوار السياسي بين الشريكين حول القضايا المشتركة٬ من قبيل النهوض بحقوق الإنسان ومحاربة جميع أشكال التمييز والإرهاب٬ داعيا إلى تقوية التعاون الإقليمي والحوار بين الثقافات. ويرتقب أن يلتقي شولتز خلال هذه الزيارة الأولى من نوعها للمغرب بعد انتخابه في يناير الماضي رئيسا للبرلمان الأوروبي٬ اليوم السبت، برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، فضلا عن رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله. كما سيشارك رئيس البرلمان الأوروبي على رأس وفد مهم من النواب الأوروبيين بعد غد الأحد، في الدورة العامة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي سيتناول نقاشها العام موضوع "الاتحاد من أجل المتوسط والتحديات الكبرى في المتوسط".