ارتباطا بموضوع انتحار أمينة الفيلالي، التي تعرضت للاغتصاب، وجرى تزويجها بمغتصبها، قبل أن تقدم على الانتحار، وفي خضم الجدل القانوني والحقوقي الذي أثاره الحادث، تخصص القناة الثانية حلقة برنامجها "مباشرة معكم"، الذي يبث يومه الأربعاء، للإسهام في هذا الجدل الدائر منذ عشرة أيام. المبادرة محمودة، طالما أنها تتجاوب مع الارتجاج التي خلفه الحادث، وتنصت لنبض المجتمع، لكن معد ومقدم البرنامج، الزميل جامع كَولحسن، وهو يحدد محاور برنامجه، ويطرح إشكالات الموضوع في صيغة تساؤلات، أورد هذا السؤال "هل الأولى حماية المرأة أم حماية المجتمع؟". بطرح هذا السؤال، نكون أمام علاقة تقابلية وليست علاقة اندماجية، تضع المرأة كطرف في هذه العلاقة مقابل المجتمع، وكأن المرأة ليست جزءا من هذا المجتمع وأحد مكوناته. ثم إن السؤال يثير إشكالا كبيرا، لأنه يجعلنا أمام خيار "الأولوية لمن"، هل للمرأة أم للمجتمع؟ وبما أن المجتمع هو الأشمل والأوسع، وهو الأصل، فعلينا حمايته أولا وأخيرا، وليأخذ الطوفان النساء، لأنهن مجرد جزء يمكن الاستغناء عن حمايته، مقابل حماية المجتمع. لم يعودنا الزميل كَولحسن على مثل هذه المواقف "العدائية" للنساء، لذلك قد نلتمس له العذر، ونقول إنه طرح سؤالا غير مفكر فيه، لأنه يعلم أن المجتمع يتشكل من فئاته، نساء ورجالا، وأن صلاحه يرتهن بحماية كرامة وحقوق وحياة هذه الفئات، التي لا يستقيم الحديث عن مجتمع دونها.