أدى التكاثر غير المسبوق لأنواع من الديدان، تعرف بالديدان الجرارة، في غابة للصنوبر بدوار الجويدار، في جماعة الوردزاغ، بإقليم تاونات، إلى إتلاف ثلثي أشجارها أعشاش الديدان تعلو أشجار الغابة (خاص) كما بات الانتشار الكثيف لهذا الصنف من الديدان، وسط الغابة وبمحيطها، يهدد صحة السكان المجاورين وماشيتهم. وعاينت "المغربية"، في زيارة للموقع، وجود سلاسل طويلة من هذه الديدان، تنتشر في مختلف أنحاء الغابة وبمحيطها، فيما بدت معظم أشجار الصنوبر يابسة، وغزت أغصانها العشرات من أعشاش الديدان، تشبه أعشاش الطيور، وتفرخ كل واحدة منها الآلاف من اليرقات، التي بمجرد ما تصل مرحلة النضج، تأخذ طريقها نحو أرضية الغابة، قبل أن تنتشر في كل أرجائها على شكل سلاسل طويلة، مخلفة وراءها أضرارا فادحة في أشجار الصنوبر (المعروفة محليا باسم تايدا)، التي فقدت خضرتها اليانعة، وأضحت تتهاوى بعد أن باتت ميتة. وقال علي العسري، مستشار بجماعة الوردزاغ، في تصريح ل "المغربية"، إن السكان المحليين يتضررون كثيرا من هذه الديدان، من خلال تدمير أشجار الغابة، التي تشكل مجالا لرعي المواشي، وكذا بالنسبة إلى صحة الإنسان والقطيع الحيواني. وتحدث العسري عن إصابة رؤوس الأغنام والأبقار، التي ترعى وسط الغابة، بحساسية مفرطة على مستوى الوجه، تصل أحيانا إلى إصابة هذه الحيوانات بالتقرحات أو العمى، كما يصاب الأشخاص بحساسية مفرطة في الجلد، فتنتابهم رغبة في الحك، وتنهمر الدموع من العينين بمجرد ما يدخل الشخص إلى الغابة أو يقترب من الديدان. وتحدث المستشار الجماعي عن إصابة امرأة من دوار الجويدار بحالة إغماء، جراء لمسها واحدة من الديدان، التي بدأت تتسرب وتقتحم منازل السكان بجوار الغابة، إذ تضطر النساء إلى تنظيف منازلهن كل صباح من أكوام الديدان. وفي اتصال ل"المغربية" بالمسؤول الغابوي بجماعة الوردزاغ، عماد الزاكي، أكد أن التكاثر الكبير لهذه الديدان يعود إلى قلة التساقطات المطرية، وبرر عدم تدخل مصالح المياه والغابات في هذه الغابة، باعتبار أنها تابعة للخواص، قبل أن يضيف أن المصالح المعنية تجري تقييما لهذه الظاهرة لتحديد صيغة للتدخل.