أجرى رئيس مجلس المستشارين٬ محمد الشيخ بيد الله٬ يوم الجمعة المنصرم، بالرباط٬ مباحثات مع وزير الدولة في الشؤون الخارجية بجمهورية النيجر، محمد بازوم. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن محمد الشيخ بيد الله ذكر٬ خلال هذا اللقاء، بالزيارتين التاريخيتين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دولة النيجر، خلال سنتي 2004 و2005، واللتين تعبران عن اهتمام جلالة الملك بهذا البلد وبالعلاقات جنوب جنوب بصفة عامة. وفي معرض حديثه عن ما أطلق عليه ب "الربيع العربي"، أبرز محمد الشيخ بيد الله، تمكن المغرب بفضل حكمة وبعد نظر صاحب الجلالة الملك محمد السادس التجاوب والتفاعل مع هذه اللحظة، في جو يحصن الاستقرار، ويرسخ التلاحم بين مختلف مكونات المجتمع، مشيرا إلى الإصلاحات العميقة والمهيكلة التي عرفتها المملكة، خلال العشرية الأخيرة، والتي توجت بالخطاب الملكي السامي التاريخي ل 9 مارس 2011 ودستور فاتح يوليوز، وإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، حظيت بتنويه من قبل المراقبين والملاحظين الدوليين، وانبثقت عنها حكومة جديدة. واعتبر محمد الشيخ بيد الله أن الدستور الجديد نص على فصل واضح للسلط، وتكامل بين مؤسساتها، ورسخ استقلالية سلطة القضاء، ودسترة جميع أجيال الحقوق والحريات المعترف بها دوليا٬ كما أنه أعطى مكانة متميزة للمرأة و للشباب وللأحزاب السياسية وللمعارضة داخل البرلمان. وأضاف البلاغ أن محمد الشيخ بيد الله تناول التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقة بفعل القلق الدولي، من جراء تنامي الاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر والجريمة المنظمة وأنشطة الجماعات الإرهابية، من خلال تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وجماعة "بوكو حرام" شمال نيجيريا وجنوب النيجر، منوها بالموقف الحكيم لجمهورية النيجر من قضية وحدتنا الترابية. تحدث محمد الشيخ بيد الله عن وضعية المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف وأهمية المقترح المغربي المتمثل في إقامة حكم ذاتي موسع بالأقاليم الجنوبية كحل نهائي لهذا النزاع المفتعل، وبناء اتحاد مغاربي بدوله الخمس قادر على التجاوب مع انتظارات الشعوب المغاربية. وأشار البلاغ إلى أن وزير الدولة في الشؤون الخارجية بجمهورية النيجر تطرق للعلاقات الجيدة بين المغرب والنيجر٬ وسبل تعزيزها وتطويرها لما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين، مبرزا أن الهدف من زيارته للمغرب، يتمثل بالخصوص في وضع أولويات لمجالات التعاون في عدة مجالات، والسعي إلى الاستفادة من التجارب والخبرات المغربية. وتحدث رئيس الدبلوماسية النيجيري عن الوضع الأمني بمنطقة الساحل، وأهمية الإسراع في بلورة استراتيجية أمنية مشتركة لمواجهة كل المخاطر، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، والتي أضحت مصدر قلق دولي.