أكد رئيس قسم المغرب العربي بهيئة العمل الخارجي الأوروبي، مانفريدو فانتي٬ أول أمس الأربعاء٬ أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي المغربي يمكن أن يساهم في تشجيع مسلسل الاندماج الإقليمي. وقال مانفريدو٬ خلال اجتماع ببروكسيل مع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، شكيب بنموسى، والوفد المرافق له٬ إن "الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين يشكلون قوة يمكن أن تعطي زخما، وأن تدفع بمسلسل الاندماج المغاربي". وأوضح المسؤول الأوروبي أن "المنطقة شهدت تحولات كبرى. وهناك دينامية جديدة جرى إرساؤها ونشاط تم تسجيله بهدف إحياء اتحاد المغرب العربي"٬ مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما خاصا لنجاح المشروع المغاربي. من جهته٬ أكد بنموسى تشبث المغرب بالوحدة المغاربية٬ مذكرا بالاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد المغاربي٬ الذي عقد بالرباط٬ وبالقمة المرتقب انعقادها بتونس هذه السنة. وقال بنموسى إن المجلس الاقتصادي والاجتماعي يرغب في أن يساهم٬ إلى جانب القوى الحية في البلدان المغاربية لتجسيد اتحاد المغرب العربي٬ معلنا بالمناسبة ذاتها عن زيارة مقبلة لوفد من المجلس إلى الجزائر في منتصف أبريل المقبل، للتباحث مع نظرائهم حول برنامج عمل، وتعزيز الروابط بين النقابات وجمعيات المجتمع المدني. كما أشار إلى أنه سيجري إرسال بعثة إلى تونس٬ لتقديم تجربة المجلس الاقتصادي والاجتماعي. من جانبه٬ قال محمد العلوي٬ عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي٬ إن كلا من المغرب والجزائر وتونس٬ قررت إحياء الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي٬ واتفقت على عقد مؤتمر هذه المنظمة. وشدد على ضرورة تجاوز الانقسامات السياسية، من أجل تحقيق اندماج إقليمي٬ والاستجابة لتطلعات شعوب المغرب العربي. أما حجبوها زبير٬ عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي٬ فتطرقت لمصير السكان المحتجزين في تندوف٬ مشددة على البعد "الإنساني" لهذه القضية. وشكل هذا الاجتماع، أيضا، مناسبة لوفد المجلس الاقتصادي والاجتماعي استكشف خلالها مع فانتي، وديرك بودا، المسؤول عن قسم المغرب بهيئة العمل الخارجي الأوروبي سبل تطوير التعاون الثنائي، ومواكبة عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وقال مسؤولون أوروبيون إنه من المفيد إشراك المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الحوار بين المغرب والاتحاد الأوروبي، في إطار الوضع المتقدم، لأن هذه الهيئة يمكن أن تقدم مساهمة حقيقية. وشددوا على أن مخطط عمل المغرب والاتحاد الأوروبي يشمل جانبا اقتصاديا واجتماعيا، وأن وجهة نظر المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالغة الأهمية. واعتبر ممثلو الهيئة الأوروبية للعمل الخارجي أن هناك ثراء في السبل، التي يمكن أن تستغل لتقديم الدعم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز إمكانياته، خاصة في إطار برنامج "إنجاح الوضع المتقدم". وكان وفد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التقى، يوم الاثنين المنصرم، الأمين العام للهيئة الأوربية للعمل الخارجي، بيير فيمون، الذي رحب بمسلسل الدمقرطة التي انخرط فيه المغرب٬ مبرزا القيمة المضافة للمجلس في المشهد المؤسساتي المغربي، والدور الذي يقوم به في إطار الديمقراطية التشاركية، من خلال تثمين الحوار الاجتماعي، والبحث عن تفاهم بين مختلف الفاعلين في المجتمع.