أكد الأستاذ الجامعي تاج الدين الحسيني٬ أن الاندماج الاقتصادي بين بلدان المغرب العربي أضحى يشكل ضرورة حتمية في المرحلة الراهنة ليس فقط بسبب العولمة ولكن أيضا نظرا للأزمة الاقتصادية التي تشهدها أوروبا. وقال الحسيني٬ مساء السبت الماضي بمراكش٬ خلال لقاء نظمته منظمة العمل المغاربي والمجلس الجهوي للمهندسين المعماريين لتانسيفت حول موضوع " الوحدة المغاربية"٬ إنه "لا يمكن اعتبار هذا الاندماج مجرد ترف لتحقيق الوحدة أو مطلب جماهيري٬ بل ضرورة حتمية للبقاء على قيد الحياة في زمن العولمة الذي أصبحت فيه القلاع الاقتصادية الكبرى وحدها القادرة على الاستمرار في الإنتاج والاستثمار". وأضاف أن تحقيق الاندماج الاقتصادي الإقليمي من شأنه أن يجعل دول المنطقة في مركز قوة يؤهلها للحوار مع الأطراف الأخرى وخاصة الإتحاد الأوربي الذي يعد شريكا أساسيا لمنطقة حوض المتوسط٬ محذرا في الوقت ذاته٬ من أن "عدم تمكن المجموعات الإقليمية الصغيرة من تحقيق آليتها الاندماجية سيعرضها للتهميش وسط تداعيات العولمة". واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط٬ في هذا اللقاء المنظم بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش بمناسبة الذكرى ال23 لتأسيس الاتحاد المغاربي٬ أن التركيز على تحقيق التنمية المستدامة قد يتيح للدول المغاربية ربح أكثر من نقطتين على سلم النمو. من جهته٬ أكد علال الأزهر٬ رئيس منظمة العمل المغاربي٬ أن دول المغرب العربي لم تتمكن بعد من استغلال مؤهلاتها المتمثلة على الخصوص في موقعها الجغرافي وثرواتها المعدنية والبشرية٬ مبرزا أن الوحدة المغاربية تعتبر ركيزة أساسية تؤهل هذه البلدان لتشكل قطبا إقليميا. وبعد أن شدد على أهمية تحقيق هذه الوحدة خدمة لمصالح شعوب المنطقة٬ أشار الأزهر إلى سعي منظمة العمل المغاربي التي تأسست سنة 2011 بمراكش٬ إلى تعبئة القطاعات الاجتماعية على الصعيد الوطني في أفق خلق فيدرالية للهيئات المدافعة عن تحقيق الاندماج المغاربي. وركزت باقي المداخلات على استعراض أهم أسباب تعثر الاندماج المغاربي٬ معتبرة أن تحقيق التنمية الشاملة لن يتأتى بمعزل عن التكتل في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وأشار المتدخلون إلى أن هناك قضايا ملحة ذات بعد اقتصادي واجتماعي وإنساني ينبغي إعطاؤها الأولوية في المعالجة٬ من أجل وضع أسس جديدة للعمل المغاربي.