أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي٬ عبد الواحد الراضي٬ أمس الاثنين٬ أن "الخيار الديمقراطي بات مطلبا حيويا لا يمكن التغاضي عنه، لأنه عنصر يتكامل مع الخصوصيات المختلفة للبلدان العربية". وقال الراضي٬ في كلمة خلال افتتاح المؤتمر 18 للاتحاد البرلماني العربي٬ أمس بالعاصمة الكويتية٬ إنه "مهما يكن من اعتبارات وقراءات للواقع العربي الراهن٬ فإن الديمقراطية باتت مطلبا حيويا لا يمكن التغاضي عنه"٬ مشددا على أن الخيار الديمقراطي "لن يستعصي عن التكامل مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والاثنية والدينية للبلدان العربية". وأشار إلى أنه ليس غريبا "عن الأمة العربية ولا عن تاريخها السياسي والثقافي ولا عن رصيدها الحضاري" أن تضطلع من جديد بدور بارز في المشروع الديمقراطي الإنساني وفي إثراء الحضارة الكونية المعاصرة. وفي هذا السياق٬ أعرب المسؤول ذاته عن ثقته في أن "الأمة العربية قادرة على استرجاع مكانتها الحيوية المؤثرة في الحياة الإنسانية٬ بنهج الديمقراطية وتوحيد المواقف وتعزيز التضامن المشترك". وفي هذا السياق٬ أشاد الراضي بدور المجموعة العربية في الاتحاد البرلماني الدولي وما يتمتع به أعضاؤها من "روح التماسك والتنسيق والحوار بين مختلف المكونات البرلمانية العربية بما يخدم القضايا الإنسانية وقضايا الديمقراطية والسلام والعدالة والحرية والمساواة والصداقة بين الشعوب ويدعم المصالح والحقوق العربية المشروعة". وذكر ب "الإسهام المهم والحضور الفعال" للبرلمانيين العرب في كل مؤتمرات الاتحاد الدولي وفي اجتماعاته وأجهزته دفاعا عن أهداف الاتحاد المتجسدة في الديمقراطية وحقوق الإنسان وتفعيلا لقراراته، وتبني القيم الإنسانية والأخلاقية التي تشكل المعالم الرئيسية لهوية "هذا المنتدى الدولي المهم". وشدد الراضي٬ في سياق متصل٬ على أهمية مواصلة التعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي٬ مبرزا أن الاتحاد الدولي يضع خبرته وتجربته رهن إشارة الاتحاد العربي والمجموعة العربية والبرلمانات العربية٬ حسب الحاجة والمتطلبات والسياقات الدولية. وسجل أن الاتحاد البرلماني الدولي يتابع باهتمام كل ما يجري من تحولات في المنطقة العربية و"يدعم جملة من الأفكار والمطالب التي يعبر عنها المواطنون في العديد من البلدان"٬ مضيفا أن الاتحاد يشيد في الوقت ذاته ب "عملية الإصلاح والتحولات الديمقراطية الهادئة المتبصرة" في عدة أقطار عربية أولت الاهتمام والاعتبار لتطلعات شعوبها وشبابها. وعبر عن متمنياته في أن "تعرف باقي الأقطار العربية التي تعيش تحولات سياسية عميقة تغييرا وتقدما بعيدا عن كل أشكال العنف وما يترتب عنه من خسائر جسام مادية وبشرية". ويعرف المؤتمر٬ الذي ينعقد تحت شعار "التضامن بين البرلمانيين العرب"٬ بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي٬ مشاركة 18 رئيس برلمان عربي، من بينهم رئيس مجلس النواب، كريم غلاب. ويبحث هذا الاجتماع٬ الذي يستضيفه على مدى يومين مجلس الأمة الكويتي٬ العديد من المواضيع٬ أبرزها الوضع العربي الراهن والحراك الشعبي ومشكلة البطالة في الدول العربية ودور البرلمانيين في سن التشريعات التي تساهم في إحداث فرص عمل للتغلب على هذه المشكلة وتقليصها. وسيناقش المؤتمرون٬ خلال هذا اللقاء٬ تقارير عن أنشطة رئيس الاتحاد واللجان التنفيذية منذ انعقاد المؤتمر 17 بدولة قطر٬ وكذا تقرير الأمين العام حول أوضاع الاتحاد وأنشطته. ويرأس غلاب الوفد المغربي المشارك في هذا اللقاء٬ والذي يضم٬ على الخصوص٬ الخليفة الرابع لرئيس مجلس المستشارين، وعددا من أعضاء غرفتي البرلمان. يذكر أن الاتحاد البرلماني العربي٬ منظمة برلمانية عربية تتألف من شعب تمثل المجالس النيابية ومجالس الشورى العربية، تأسست في يونيو 1974 نتيجة لجو التضامن والعمل العربي المشترك الذي عاشته الأمة العربية في تلك الفترة، والذي وفر مناخا مواتيا لنمو التعاون العربي عن طريق المؤسسات السياسية والنقابية والمهنية العربية.