يرى عز الدين الميداوي، رئيس الجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه، ونائب رئيس جامعة ابن طفيل، أن سياسات جديدة باتت مطلوبة لتدبير الثروة المائية على هامش ملتقى دولي حول تحلية المياه، نظم أخيرا في الدارالبيضاء على مدى يومين، وحضره حوالي مائتي خبير من 25 دولة. وقال الميداوي، في حوار مع "المغربية"، إن الهدف من الملتقى هو الوقوف على المستجدات العلمية والتقنية في مجال التحلية ودراسة إمكانية دعم الموارد المائية بطرق غير تقليدية، من قبيل تحلية مياه البحر والمياه الجوفية المالحة، وإعادة استعمال المياه العادمة. وأشار الميداوي إلى أن الملتقى سعى إلى تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب في مجال تحلية المياه ومعرفة الاستراتيجات، التي تتبناها الدول لإعادة تحريك المياه غير التقليدية. في أي إطار جاء تنظيم ملتقى دولي حول تحلية المياه بالمغرب؟ - جاء الملتقى في إطار العلاقات الطيبة، التي تربط الجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه مع مجموعة من المنظمات الدولية، إضافة إلى انعقاده تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتنسيق مع الجمعية الدولية للتحلية، التي تعد أكبر جمعية عالمية، إذ تضم حوالي 4 آلاف عضو، ينتمون إلى شركات كبرى متخصصة في التحلية، ومؤسسات البحث العلمي والتكنولوجيا، التي تسهر على التحلية. وانعقد الملتقى، أيضا، بشراكة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وجامعتي ابن طفيل بالقنيطرة والمحمدية، وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، والوكالة المغربية للطاقة والتنمية، وبدعم من المكتب الشريف للفوسفاط، إضافة إلى مجموعة من الشركات والمؤسسات الوطنية والدولية. كم عدد الخبراء المغاربة والدوليين المشاركين في هذا الملتقى؟ شارك في هذا المؤتمر الدولي حوالي مائتي خبير يمثلون 25 دولة، ونصف الخبراء يتحدرون من بلدان الخليج، ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأوروبا، ومن والجزائر وتونس، إضافة إلى خبراء من البلدان الأسيوية. تعاني الدول العربية، بما فيها المغرب مشكل ندرة المياه، هل نوقشت استراتيجية خلال الملتقى للحفاظ على هذه الثروة؟ * حقيقة، إن بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط تعاني ندرة المياه، إذ وصل المشكل إلى الضوء الأحمر، في ما يخص كميات المياه المتوفرة التقليدية، لذلك، وجب التفكير بشكل قوي في استغلال مياه غير تقليدية. ولحد الآن، لدى المغرب تجربة كبيرة في ما يخص تحلية مياه البحر من أجل الشرب، خصوصا في المناطق الجنوبية، وتعد تجربة لا بأس بها في إعادة استعمال المياه العادمة، خاصة مياه الري والسقي. ما الهدف من تنظيم ملتقى دولي حول تحلية المياه بالمغرب؟ - الهدف من تنظيم هذه الملتقيات هو الوقوف على المستجدات العلمية والتقنية في مجال التحلية، ودراسة إمكانية دعم الموارد المائية بطرق غير تقليدية، من قبيل تحلية مياه البحر، والمياه الجوفية المالحة، وإعادة استعمال المياه العادمة. ونهدف، أيضا، من خلال تنظيم مثل هذه الملتقيات، إلى تبادل الخبرات، والاستفادة من التجارب في مجال تحلية المياه، ومعرفة الاستراتيجيات التي تتبناها الدول لإعادة تحريك المياه غير التقليدية، خاصة في ما يتعلق بالماء الصالح للشرب، وفي المجال الفلاحي والسياحي، وكذلك المياه المستعملة لأهداف صناعية. كل المحاور المدرجة في الملتقى تدخل في صلب الانشغالات الراهنة والمستقبلية بالنسبة إلى جميع بلدان المنطقة، الملزمة أكثر من أي وقت مضى باعتماد سياسات جديدة لتدبير الثروة المائية، اعتبارا للدور الاستراتيجي للماء في إقرار الأمن الغذائي، والسلم الاجتماعي، وتنمية الاقتصاد المحلي للدول، إضافة إلى الحفاظ على التوازن البيئي. ويهدف الملتقى، أيضا، من خلال الحوارات والمناقشات التي جرت على مدى يومين، بلوغ ثلاثة أهداف، هي تشخيص الإكراهات والصعوبات المتعلقة بتعبئة الموارد المائية، والوقوف على التطور العلمي والتكنولوجي في مجال تحلية المياه، واستعراض التجارب الدولية في هذا الشأن، وتبادل الخبرات.