فتحت حديقة الحيوانات الجديدةبالرباط أبوابها، أول أمس السبت، في وجه الزوار، الذين قدموا من الرباط والمدن المجاورة، لاكتشاف أصناف متعددة من الحيوانات البرية والطيور، في فضاء مفتوح، يشبه بيئتها الأصلية. أسد الأطلس النادر ضمن أبرز مقتنيات الحديقة (كرتوش) وقال عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات، إن الحديقة الجديدة تراهن على جلب ما بين 900 ألف ومليون و200 ألف زائر سنويا. وتوقع الحافي، في ندوة صحفية، عقب زيارة نظمتها المندوبية السامية للمياه والغابات لوسائل الإعلام إلى الحديقة، الجمعة الماضي، أن تستقبل، خلال الشهور الأولى من انطلاقتها، ما بين 600 و700 ألف زائر. وأبرز أن الحديقة تراهن على تحقيق مداخيل بحوالي 50 مليون درهم سنويا، وأن هذه المداخيل لن تعتمد فقط على مبيعات التذاكر للزوار، بل أيضا على المرافق التجارية التابعة للقطاع الخاص، التي ستفتح بالحديقة مقابل مبلغ سنوي، إلى جانب بعض الممونين، كالمؤسسات البنكية، واتصالات المغرب ومؤسسات أخرى. وأوضح أن الغاية من هذه العملية ليست تحقيق أرباح، وإنما خلق توازن مالي لضمان استمرارية الحديقة والحفاظ عليها. وحول ثمن تذكرة الولوج للحديقة، أوضح الحافي أنه حدد في 50 درهما لفئة الكبار و30 درهما لفئة الأطفال بين ثلاث و12 سنة، مع إعفاء الأطفال أقل من ثلاث سنوات من الأداء، إضافة إلى تخفيضات في الأثمنة خاصة بالعائلات، وأثمنة خاصة بتلاميذ المؤسسات التعليمية. وأشار المندوب السامي إلى أن تصميم حديقة الحيوان جرى على مفهوم الفضاء المفتوح، الذي يمكن من عرض الحيوانات البرية في كامل حريتها، بشكل يسمح للزوار بالاندماج والغوص في الوسط الطبيعي لعيش هذه الحيوانات، وأن كل وسائل الأمن والسلامة متوفرة بالحديقة، سواء بالنسبة إلى الحيوانات أو الزوار، من خلال وضع سياج من الزجاج السميك، وأسلاك كهربائية، وحواجز مائية. في السياق ذاته، أفاد المندوب السامي أنه جرى تشكيل خمسة أنظمة إيكولوجية بالحديقة، على شكل محميات طبيعية، لإيواء ألف حيوان، تمثل 120 صنفا من مختلف المناطق الطبيعية المغربية، والصحراوية، والإفريقية، منها الثدييات والطيور، مشيرا إلى أنه اعتُمد على خيار التركيز على أهم أصناف النباتات والحيوانات، التي تنتمي إلى القارة الإفريقية بصفة عامة، والمغرب على وجه الخصوص، لتلبية متطلبات عرض النظم الأيكولوجية، بما يتلاءم مع المناخ المغربي. وتركز حديقة الحيوانات عروضها على مجموعة من الحيوانات البرية الإفريقية، وعلى رموز الحيوانية المغربية، كأسد الأطلس، والخراف البربرية، والمهى، وأبو منجل الأصلع، وأنواع أخرى من الحيوانات جلبت من بعض الدول الإفريقية، كالتماسيح، والجاموس، ووحيد القرن. وتتميز الحديقة بإحداث تجهيزات ومنشآت عصرية، من قرية للزوار، وضيعة تعليمية، ومرافق صحية وإدارية، ومصحة بيطرية، وموقف للسيارات، وممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وقاعات للمحاضرات، ومقاه ومطاعم، ضمن "فضاء أخضر"، من شأنها أن تتيح للزوار كل وسائل الترفيه والاستجمام. وأنشأت الحديقة على الحزام الأخضر، الرابط الدارالبيضاء بالرباط، على مساحة 50 هكتارا بكلفة تقدر بحوالي 460 مليون درهم. وأوضح الحافي أن 27 هكتارا منها مجهزة حاليا ويجري استغلالها، فيما جُهز الوعاء العقاري المتبقي من أجل المرحلة الثانية، التي تدخل في إطار تأهيل الحديقة وتطويرها، من خلال جلب صنف آخر من الحيوانات، تعيش في الليل، موضحا أن الحديقة ستعتمد على نظام التحديث والتطوير بشكل متواصل، لخلق نوع من الجاذبية تجاهها، وتشجيع الزوار على زيارتها باستمرار.