تخوض أسرة نوفل السعيدي، في مدينة عين اللوح، بالأطلس المتوسط، منذ أسبوعين، معركة من أجل تسمية ابنتها في الحالة المدنية باسم "نوميديا"، الأمازيغي، رغم دسترة الأمازيغية كلغة رسمية، ورغم تسجيل هذا الاسم في مناطق أخرى بالمغرب. وقال عيسى السعيدي، شقيق نوفل، إن الأسرة بدأت معركة تسجيل ابنتها في كناش الحالة المدنية باسم نوميديا، في 26 دجنبر الماضي، حين رفض موظف بمصلحة الحالة المدنية في عين اللوح تسجيل ابنة نوفل بالاسم المذكور، بدعوى أنه غير مضمن في لائحة الأسماء المرخص وضعها في كنانيش الحالة المدنية. وأوضح السعيدي، في اتصال مع "المغربية"، أن موظفا بمصلحة الحالة المدنية اقترح على والد الطفلة اختيار اسم آخر لابنته من ضمن لائحة "الأسماء العربية المتداولة"، لكن أسرة السعيدي رفضت، وتمسكت باسم نوميديا. وسبق أن سُجل في دفتر الحالة المدنية للعديد من المواليد في مناطق عدة بالمغرب، بعد سلسلة من الاحتجاجات على رفضه. وتستعد أسرة السعيدي للتوجه مجددا إلى مصلحة الحالة المدنية بعين اللوح، لتقديم طلب رسمي، لتسجيل المولودة الجديدة باسم نوميديا. وقال عيسى السعيدي، عم الطفلة، إن هذه المشكلة تطرح لأول مرة بالمنطقة، موضحا أنه سبق له أن سجل ابنه في سنة 1995 باسم أمازيغي هو إفري، (الذي كان يعني الإنسان في شمال إفريقيا)، دون أي عراقيل إدارية. وأكد السعيدي أن "إصرار الأسرة على تسمية ابنتها بهذا الاسم (نوميديا)، ليست له أي خلفيات سياسية، وتعتزم الأسرة، رفع دعوى قضائية، للفصل في الأمر في حالة رفض المصالح المختصة مجددا تسجيل الاسم "، موضحا أنها وجهت طلبا إلى الجمعيات الحقوقية، لمساندتها وضمان حقها في تسمية ابنتها بالاسم، الذي اختارته لها. وحسب مصادر من مصلحة الحالة المدنية في الدارالبيضاء، فإن الأسماء المغربية المسموح بتسجيلها، تتمثل في "الأسماء العربية المتداولة" و"أسماء الله الحسنى"، المستهلة بلفظ "عبد" وجردت من أداة التعريف "ال"، واشترطت وزارة الداخلية في الترخيص لبعض الأسماء "ألا تكون مثيرة للسخرية وألا تمس بالأخلاق والنظام العام".