اعتبر المشاركون في لقاء دراسي، احتضنته غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بمراكش، أخيرا، حول موضوع "البلدان المغاربية والممارسة الديمقراطية"، أن الديمقراطية والحرية مدخلان أساسيان لبناء الاتحاد المغاربي، ودعوا إلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب. وأوضح المشاركون في اللقاء الدراسي، المنظم من طرف منظمة العمل المغاربي، بمناسبة احتفائها بالذكرى 22 لتأسيس الاتحاد المغاربي، ومواكبتها لما يجري في المنطقة من حراك مجتمعي، يعكس" التوق للكرامة والحرية والديمقراطية والتواصل بين الشعوب"، أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر، مطلب ملح يدعم العمل المشترك، ويقوي الاتحاد المغاربي. وقال إدريس لكريني، الباحث في العلاقات الدولية بكلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، في مداخلته خلال اللقاء، الذي حضره باحثون من المغرب والجزائر، وطلبة وفعاليات المجتمع المدني، وممثلو أحزاب ونقابات، إن العديد من التجارب الاندماجية الوازنة تبرز أن إحداث تنظيمات إقليمية مبنية على أسس ديمقراطية قوية، يسهم في تطوير وتقوية المسار الديمقراطي لأعضائها. وأضاف الباحث أن "استمرار الأوضاع راكدة وجامدة على حالها، سيكلف شعوب المنطقة هدر مزيد من الفرص والطاقات المتاحة لولوج عالم متحول ومتسارع، لا يؤمن إلا بالتكتلات، خاصة في ظل الحراك المجتمعي الراهن، الذي يفرض قرارات حاسمة، تنحو إلى التغيير الذي تطمح إليه الشعوب". واعتبر لكريني أن الشعوب المغاربية، التي تؤمن بالوحدة، تبقى بحاجة إلى أنظمة سياسية ديمقراطية، تترجم هذه الرغبة واقعيا، خاصة أن الاندماج ضرورة وخيار استراتيجي، تفرضه المقومات الاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية المشتركة، والظرفية الدولية المتميزة بتحدياتها الكبرى". من جانبه، قال محمد الخشاني، الباحث في قضايا الهجرة بكلية الحقوق أكدال بالرباط، إن دعم بناء الاتحاد المغاربي يبدأ من دعم العلاقات الإنسانية، وتوفير أجواء قانونية، تدعم تنقل الأفراد بين دول الاتحاد، وتمتين المبادلات والعلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيرا إلى عدد من الأرقام والإحصائيات، التي تبرز هدر الطاقات وعدم استثمار الإمكانيات الاقتصادية والبشرية، خدمة لبلدان الاتحاد، سواء على مستوى استقرار نخب مغاربية في مناطق مختلفة من أوربا وأميركا، أو وجود رساميل مغاربية ضخمة، تناهز 150 مليار أورو في الخارج، واستضافة عدد من البلدان المغاربية ليد عاملة أجنبية كبيرة، كان من الأحرى جلبها من الدول المغاربية، التي تعيش إكراهات اجتماعية. يذكر أن منظمة العمل المغاربي، التي تأسست بمدينة مراكش في يونيو الماضي، تعمل في سياق التحفيز من أجل ديناميكية مغاربية، من خلال تنظيم لقاءات فكرية وثقافية، تعزز العلاقات المغاربية، وتقارب مواضيع تدعم بناء التكتل المغاربي، وربط علاقات تواصلية منتظمة بين مكونات المجتمع المدني في الدول المغاربية، ومختلف الفعاليات والنخب السياسية والاقتصادية والأكاديمية والفكرية، وتشجيع البحث والتنظير في قضايا مشروع التكتل المغاربي، والتحسيس بحجم التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي يفرزها عدم تفعيل الاتحاد، وتعزيز العلاقات بين الأجيال الصاعدة في دول الاتحاد.