أعادت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، يوم الخميس المنصرم، تمثيل جريمة قتل ارتكبت بدافع السرقة، وراحت ضحيتها امرأة في العقد الرابع من العمر، كانت تشتغل في منزل محام بهيئة طنجة. أطوار إعادة تمثيل الجريمة (خاص) ومكنت إعادة تمثيل هذه الجريمة، التي دارت أطوارها تحت إشراف النيابة العامة، بحضور مختلف الأجهزة الأمنية، من إبراز طريقة إجهاز المتهم (محمد.د)، 22 سنة، على الضحية (فاطمة.ح)، 40 سنة، وتحديد السيناريو، الذي اتبعه رفقة شريك له (زهير.ف)، 25 سنة، للدخول إلى الشقة، مستغلا قرابته من صاحب المنزل، وثقة الخادمة، للاستيلاء على بعض الأغراض، والفرار خارج المنزل. وشهدت هذه العملية، التي جرت فصولها بمنزل المحامي، في حي طهران وسط المدينة، متابعة جماهير غفيرة من سكان الأحياء المجاورة، الذين احتشدوا قرب مسرح الجريمة، رغم الطوق الأمني، الذي فرضته عناصر الأمن وأفراد من القوات المساعدة، لمراقبة وتنظيم هذه الجموع الغفيرة، التي كانت تود التعرف على منفذ هذه الجريمة الوحشية. وكانت الفرقة الجنائية بمصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، تمكنت صباح الأربعاء الماضي، بعد أقل من أربع ساعات من وقوع الجريمة، من اعتقال المتهمين، بفضل التحريات الأولية في محيط الضحية. وينتظر أن يحالا على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقرونة بجناية السرقة، فيما يتابع في القضية نفسها متهم ثالث في حالة اعتقال، اقتنى المسروقات، المتمثلة في جهاز حاسوب وهاتف محمول، وبعض حلي ربة البيت والخادمة. وتفيد التحقيقات أن مصالح الأمن أخطرت بوقائع الجريمة من طرف أحد الجيران، وهو محام بهيئة طنجة، اكتشف الواقعة عندما راودته الشكوك بخصوص باب المنزل، الذي تركه الجانيان مفتوحا بعد تنفيذ الجريمة، وعند ولوجه المنزل، فوجئ بوجود الضحية ملقاة على الأرض، مضرجة في دمائها، ما جعله يتصل بصاحب المنزل ويخبر السلطات الأمنية، التي حضرت إلى مسرح الجريمة بكل مكوناتها، بما فيها عناصر المختبر الجنائي. وذكرت مصادر أمنية أن المعاينات الأولية أفضت إلى ترجيح فرضية أن الجاني من معارف المشغل، إذ تبين أنه ابن أخت صاحب الشقة، وفي المرحلة الأولى، جرى اعتقال الشريك (زهير.ف) متلبسا بحمل حقيبة، بداخلها مدية وسكينان وبعض الملابس الملطخة بدماء الضحية، ليجري بعد ذلك إيقاف المتهم الرئيسي في المحطة الطرقية، بعد أن نصب له كمين بمساعدة شريكه. يذكر أن مدينة طنجة عرفت، أخيرا، جرائم مثيرة، أصبحت ترتكب بطرق بشعة، كانت آخرها جريمة حي بنديبان، التي راحت ضحيتها طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، حين أقدم شخص مختل عقليا على ذبحها، وتقطيع جثتها إلى أطراف صغيرة، قبل أن يضع أجزاء منها في طنجرة، بغرض طبخها.