تعيش العديد من المدن المغربية في الآونة الأخيرة على وقع تنظيم مجموعة من المعارض الجهوية للكتاب، التي تنظمها مندوبيات وزارة الثقافة بمختلف الأقاليم غلاف مسرحية 'طانجيطانوس' للزبير بن بوشتى بهدف التعريف بالكتابات والإبداعات المغربية، وتشجيع القراءة، التي تؤرق العديد من المهتمين والمشتغلين في المجال، خاصة الكتاب والناشرين، الذين لا يتوانون عن إثارة مشكل القراءة، كلما سنحت لهم الفرصة، لكن مدينة طنجة تعيش الاستثناء في هذه الآونة، لأن مندوبيتها قررت إرجاء تنظيم الدورة الثانية من معرض الكتاب إلى شهر مارس المقبل، وأعطته اسم "ربيع الكتاب"، وأفردت لهذه الفترة، وتحديدا ما بين 15 و18 دجنبر الجاري، عيدا للقراءة بطنجة، يتضمن تقديم مجموعة الكتب الصادرة هذه السنة في المنطقة الشمالية، بتعاون مع "بيت الشعر في المغرب"، و"معهد سيرفانتيس" بطنجة، ومتحف القصبة، ومكتبة "الأعمدة"، وكلية العلوم والتقنيات بطنجة. وفي تصريح ل"المغربية" ذكر عبد العزيز الإدريسي، المندوب الجهوي الجديد لوزارة الثقافة بطنجة، أن تظاهرة "عيد القراءة بطنجة"، جاءت لتساهم في تنشيط المدينة ثقافيا، وتساهم في التشجيع على القراءة، والتعريف بالكتابات المختلفة، الصادرة بحر هذه السنة في المنطقة الشمالية. وأضاف الإدريسي أنه نظرا لإرجاء موعد تنظيم المعرض الجهوي الثاني للكتاب بطنجة إلى شهر مارس المقبل، عوضت المندوبية هذا النشاط، الذي كان ينظم في هذه الفترة، بنشاط آخر مكمل له يتعلق بالقراءة، مادامت الدورة الأولى من المعرض الجهوي للكتاب في مدينة طنجة، التي نظمت في شهر دجنبر من سنة 2010، لم تكن ناجحة، ولم تشهد إقبالا كبيرا من طرف الزوار بسبب أحوال الطقس الباردة. وأشار الإدريسي إلى أن تظاهرة "عيد القراءة بطنجة" تعد أول نشاط ثقافي له بالمنطقة، الذي يتوخى من ورائه التأسيس لعلاقات جديدة مع الفاعلين الثقافيين بالمنطقة، وتحسين أداء المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة، حتى يكون للفعل الثقافي أثر على المنطقة، وعلى المشتغلين في المجال، مؤكدا أنه حاول الجمع في هذه التظاهرة بين القراءة والفن، حتى لا يمل المتتبع لهذه التظاهرة، كما حاول التعريف بمجهودات باحثين مغمورين، وتسليط الضوء على أعمالهم، من مثل تقديم مخطوط "الحايك" للعربي السيار، المصاحب بسهرة موسيقية لطرب الآلة لفرقة "أبناء البوغاز". وحول التقاطع الحاصل بين "عيد الكتاب بتطوان"، و"عيد القراءة بطنجة"، أوضح الإدريسي أن نشاط مندوبيته يكمل الأنشطة الأخرى، ويسعى لإبراز التعدد الثقافي واللغوي بالمنطقة، مشيرا إلى أنه يسعى إلى "مواكبة التوسع العمراني للمدينة عبر أنشطة ثقافية متميزة، تغطي جميع المناطق، مادام أمر مواكبتها عبر بنيات تحتية ما زال متعثرا". تفتتح تظاهرة "عيد القراءة بطنجة" يوم الخميس 15 دجنبر الجاري، على الرابعة عصرا، بفضاء مندوبية وزارة الثقافة، بتقديم الناقد يوسف ناوري للأعمال الكاملة للشاعر أحمد الطريبق، تتلوها قراءات شعرية لكل من الشعراء نسيمة الراوي، ومحمد العناز، وأحمد هاشم الريسوني، وتقديم مخطوط "الحايك" للعربي السيار، وسهرة موسيقية لطرب الآلة مع مجموعة "أبناء البوغاز". وسيشهد يوم الجمعة 16 دجنبر الجاري، تقديم أعمال باللغة الإسبانية هي "الوحدة والأروقة" لخالد الريسوني، و"برهان العسل" لسلوى النعيمي، وهي الترجمة الإسبانية لروايتها الصادرة باللغة العربية منذ سنوات، و"شباب شمال المغرب" لأنطونيو رييس. ويتضمن برنامج يوم السبت 17 دجنبر الجاري، المنظم بتعاون مع مكتبة "الأعمدة"، تقديم عدد خاص من مجلة "نجمة" عن الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، وعدد جديد من مجلة "عن الكتب"، تتلوهما مائدة مستديرة يشارك فيها كل من عبد اللطيف بن يحيى، وعبد الرحيم الإدريسي، والزبير بن بوشتى، ويوسف ناوري، وعبد اللطيف البازي، وكلهم أبناء المنطقة الشمالية. أما آخر يوم من هذه التظاهرة فسيعرف تقديم قراءة في العمل المسرحي "طنجيطانوس" للكاتب المسرحي الزبير بن بوشتى، سيقوم بها عبد المجيد الهواس، وتقديم كتاب "المسرح ودراسات الفرجة" للناقد المسرحي خالد أمين، من طرف الباحث يوسف الريحاني، وقراءة لمحمد كراش في كتاب "القرآن دليلنا"، ثم عرض فيلم قصير عن حياة وأعمال "إليزا شمينطي". هذا إضافة إلى ورشات يومية للأطفال تشمل "لعبة السلحفاة"، وورشة الخط العربي، وورشة التمثيل.