أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين، بمدينة الفنيدق، على تدشين المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، الذي شيد بكلفة إجمالية بلغت 22 مليون درهم. (ماب) ويشكل هذا المشروع الجديد لبنة أخرى في أفق توسيع عرض التكوين المهني بالجهة، وتعزيز فرص الشباب في الاندماج بسوق الشغل، وتزويد النسيج الاقتصادي المحلي بالموارد البشرية المؤهلة. وسيكون بمقدور المعهد، الذي جرى إنجازه من طرف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، في إطار تنفيذ البرنامج المندمج للتأهيل الاقتصادي والاجتماعي للجهة الشمالية، استقبال حوالي 1000 متدرب ومتدربة سنويا، يتلقون تكوينهم بمستويات التقني المتخصص والتقني والتأهيل والتخصص. ويوفر المعهد تكوينات ملائمة لحاجيات النسيج الاقتصادي المحلي، منها تسيير المقاولة، وشبكات الإعلاميات، ومحاسبة المقاولات، والكتابة والمكتبيات، وكهرباء الإنشاءات، وكهرباء الصيانة، والفصالة والخياطة، والميكانيك العامة، والتبريد، وكهرباء البناء، والترصيص الصحي، ونجارة الألمنيوم. ويتكون المعهد، الذي سيجري تشييده على مساحة 3000 متر مربع، من خمس قاعات للدروس، وسبع ورشات، وقاعتين متخصصتين، وقاعة للمطالعة، وجناح إداري. وتوزع الغلاف المالي المخصص لإنجاز المعهد، ما بين 16 مليون درهم خصصت للدراسات والبناء، و6 ملايين درهم رصدت للتجهيز. ويأتي إحداث هذا المعهد استجابة ملموسة لحاجيات المنطقة من التكوين والتأهيل، التي جرى رصدها من طرف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، بشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين بالجهة الشمالية، التي تعرف نهضة كبيرة بفضل الأوراش الاقتصادية، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالأقاليم الشمالية. وبهذا الإحداث، تتعزز شبكة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بولاية تطوان، إذ تتوفر الجهة حاليا على 17 مؤسسة للتكوين المهني، تمكن من استقبال 10.800 متدربة ومتدرب برسم سنة 2011-2012، أي بزيادة 443 في المائة منذ 2002 /2003، إذ كان عدد المتدربين لا يتجاوز 1990 متدربا ومتدربة ب 7 مؤسسات. وتغطي المسارات التكوينية، التي توفرها هذه الشبكة عرضا واسعا يلائم حاجيات الشباب والمقاولات من تكوين أساسي وتأهيلي وتكوين مستمر، بالإضافة إلى خدمات موجهة لرفع قابلية التشغيل لدى الشباب ودعم إنشاء المقاولات الصغرى. وفي اليوم نفسه، اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالفنيدق، (عمالة المضيق الفنيدق)، على البرنامج التكميلي للتأهيل الحضري للمدينة (2011-2014)، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي بقيمة 300 مليون درهم. ويندرج وضع هذا البرنامج الرباعي في إطار التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى التصدي للاختلالات المجالية، وتحسين الإطار المبني وتسهيل ولوج السكان إلى الفضاءات والبنيات التحتية الأساسية، في أفق الاستجابة لحاجيات وتطلعات سكان المنطقة، التي تزخر بمؤهلات طبيعية وسياحية متميزة. كما يروم البرنامج، ذو البعد الاجتماعي القوي، إدماج كافة الأحياء في النسيج الحضري وتقوية الشبكة الطرقية الرابطة بين الأحياء، والمحافظة على البيئة، وتحسين ظروف عيش السكان المحليين. وتهم المشاريع الخاصة بالبرنامج التكميلي للتأهيل الحضري للفنيدق، تعزيز الشبكة الطرقية (115 مليون درهم)، والنهوض بشبكات الماء والكهرباء والتطهير (70 مليون درهم)، وإحداث مطرح عمومي مراقب (40 مليون درهم)، وتهيئة الشوارع (40 مليون درهم)، والإنارة العمومية (20 مليون درهم)، وتهيئة المساحات الخضراء (5 ملايين درهم)، والوقاية من خطر الفيضانات (10 ملايين درهم). وسيجري إنجاز هذا البرنامج المندمج في إطار شراكة بين وزارتي الداخلية والإسكان والتعمير والتنمية المجالية، وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، وشركة "أمانديس" التابعة لمجموعة "فيوليا البيئة المغرب"، التي تتولى التدبير المفوض لقطاعات الماء والكهرباء والتطهير، والجماعة الحضرية للفنيدق، والمجلس الإقليمي لعمالة المضيق الفنيدق، والشركة العقارية العامة التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، والإنعاش الوطني، والمستفيدين. وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، أحد مكونات البرنامج التكميلي للتأهيل الحضري لمدينة الفنيدق، الذي سيجري إنجازه خلال سنتين (2012-2013)، بكلفة إجمالية تبلغ 185 مليون درهم. ويهم المشروع، الذي سيستفيد منه 15 حيا ناقصا تجهيز، عمليات تهم التزويد بالماء الصالح للشرب، وتعزيز شبكة التطهير السائل، وشبكة الطرق. وفي هذا الإطار، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلاقة أشغال تأهيل حي الدلمة واستكمال تأهيل حي راس لوطا بكلفة 30,4 مليون درهم. وتتوزع الأشغال المرتقبة بين مد 3600 متر من قنوات التزويد بالماء الصالح للشرب (3,4 ملايين درهم)، وإنجاز شبكة التطهير السائل بطول 6300 متر (10 ملايين درهم)، وتعزيز الشبكة الطرقية (17 مليون درهم).