أعلن كل من حزب الأصالة والمعاصرة، والحزب العمالي، تموقعهما رسميا في ضفة المعارضة، مباشرة بعد صدور النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، التي كرست فوزا كاسحا لحزب العدالة والتنمية في حين ما يزال حزب التجمع الوطني للأحرار، لم يحدد بعد تموقعه في الخريطة السياسية الجديدة، في انتظار اجتماع مكتبه التنفيذي لاتخاذ القرار. وقال عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، إن الموقع العادي لحزبه، بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات هو المعارضة، مؤكدا أن التحالف الطبيعي للحزب العمالي هو تحالف الثمانية. وأوضح بنعتيق، في تصريح ل "المغربية"، أن أحزاب تحالف الثمانية اتفقت على أن يرجع كل حزب من مكونات التحالف إلى أجهزته لكي يناقش الوضع، على أن تجتمع هذه الأحزاب لاحقا لتباحث وضعية التحالف مستقبلا. وأشار عبد الكريم بنعتيق إلى أن المجلس الوطني لحزبه سيعقد اجتماعا موسعا، يوم الأحد المقبل، لإجراء تقييم شامل للانتخابات. من جهة أخرى، أكد الطالبي العلمي، عضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، أن حزبه لم يتخذ لحد الآن أي قرار بخصوص تموقعه في الخريطة السياسية الجديدة. وقال في تصريح ل "المغربية"، "ما زلنا في الحزب نجمع المعطيات بعد صدور نتائج الانتخابات النهائية، وبعدها سيجتمع المكتب التنفيذي لكي يقرر موقع الحزب، هل في المعارضة أم في الأغلبية. ولا يمكن أن أقول أي شيء قبل تقييم النتائج، والمكتب التنفيذي هو من سيقرر، الأمر لا يرتبط بقرار شخص واحد، وإنما بقرار المؤسسة الحزبية ككل التي لها هذه الصلاحية". وأضاف الطالبي العلمي أن المكتب الوطني كان من المفروض أن يجتمع أمس الاثنين، لكن الاجتماع تأجل إلى اليوم الثلاثاء، أو غدا الأربعاء، في انتظار تجميع كافة المعطيات المرتبطة بالعملية الانتخابية وبالنتائج. وكان حزب الأصالة والمعاصرة أكد، أول أمس الأحد، تموقعه في المعارضة، معلنا عن تشبثه ب "التحالف من أجل الديمقراطية". وذكر بلاغ أصدره المكتب الوطني للحزب، في ختام اجتماع عقده، أول أمس الأحد، أن الحزب يؤكد "تموقعه في المعارضة، واضطلاعه بدوره الدستوري والسياسي كاملا خدمة لقضايا الوطن والمواطن وللبناء الديمقراطي". وأعلن الأصالة والمعاصرة عن تشبثه ب "التحالف من أجل الديمقراطية، أرضية وبرنامجا"، مؤكدا عزمه على مواصلة العمل مع حلفائه "لتقوية بناء هذا الإطار، ودعم مكانته وسط المواطنين، والمساهمة في الارتقاء بأدائه داخل المؤسسات ولدى الرأي العام، بما يعزز التنزيل الديمقراطي الحداثي للدستور، وترجمة المبادئ والتوجهات التي أعلنها". وسجل الحزب بارتياح الأجواء العامة، التي مرت فيها الانتخابات، "رغم بعض التجاوزات التي اتخذ الحزب بشأنها ما يلزم من إجراءات إدارية وقضائية"، معتبرا أن هذا المعطى يؤكد أن المملكة سائرة بثبات في ترسيخ اختياراتها الديمقراطية في أمن واستقرار. وعبر الحزب عن اعتزازه بالانخراط المتنامي للمواطنات والمواطنين في هذه المحطة المهمة من الحياة السياسية، معتبرا ذلك "مؤشرا دالا على استعداد المغاربة للتصالح مع العمل السياسي والحزبي، الأمر الذي يستدعي بلورة الآليات والخطط اللازمة لتقويته ودعمه".